[10]. ثم تابع المؤلف تأريخه لرجال هذه المدرسة، من أمثال فريد وجدي (1940م) صاحب كتابي "صفوة العرفان"، و"المصحف المفسر"، وحنفي أحمد، وصلاح الدين خطاب، ومحمد البنا، ومحمد جمال الدين الفندي، ومحمد كامل ضو ... ، ثم ختم فصله هذا بالإشارة إلى أفكار وآراء معارضي هذا النوع من التفسير قديماً وحديثاً من أمثال البيضاوي، والشاطبي، ورشيد رضا، وأمين الخولي، وحسين الذهبي، عبد الوهاب حمودة .. ، وأخيرا فقد أشار المؤلف إلى أنه- رغم كل الانتقادات العلمية الموجهة لهذه المدرسة -لا يملك إلا إبداء إعجابه بشجاعة أصحاب هذه المدرسة قديماً وحديثاً، الذين بذلوا جهوداً مضنية ونبيلة في التقريب بين القرآن العمود الفقري للإسلام وبين العلوم الحديثة، في حين أن الغرب شهد منذ أيام غاليليو (1642م) مصدامات عنيفة بين علماء اللاهوت ورجال العلم فيه، واحتاج بعدها إلى قرون طويلة مليئة بالصراعات الدموية حتى تقبل الكنيسة فيه العلوم الصحيحة [11].

الاتجاه اللغوي في التفسير

عالج المؤلف في الفصل الرابع الاتجاه اللغوي والأدبي في التفسير، وقد بدأ فصله هذا باستعراض جهود العلماء السابقين في مجال التفسير اللغوي للقرآن الكريم، حيث بدأ بعرض جهود ابن عباس رضي الله عنه باعتبارها الحجر الأساس لمدرسة التفسير اللغوي في القديم والحديث على السواء، ثم انتقل إلى عرض جهود غيره من العلماء القدامى الذين أثروا حركة التفسير اللغوي للقرآن الكريم عبر التاريخ من أمثال: أبو عبيدة معمر بن المثنى، والزمخشري الذي يُعد بمثابة الركن المتين، الذي اعتمد على جهوده اللغوية والأدبية كلُ من جاء بعده من المهتمين بالدراسة اللغوية والأدبية للقرآن الكريم، وبشكل خاص العلماء المعاصرين، ثم انتقل المؤلف ليحدثنا بإسهاب عن مدى اهتمام المعاصرين من جميع الاتجاهات التفسيرية بدراسة البعد اللغوي للقرآن الكريم، ثم قام بتحليل بسيط وعام لجهود أمين الخولي، ومحمد أحمد خلف الله، وعائشة عبد الرحمن في هذا المجال، ووصل في نهاية فصله إلى القول بأن معظم جهود المعاصرين في ميدان التفسير اللغوي، ما عدا الجهود المتواضعة للثلاثة الذين سبق ذكرهم، لم تكن أكثر من استنساخ لآراء وأقوال الزمخشري، وهذا الاستنساخ قد أعاق في نظره إمكانية ظهور تفاسير لغوية تحمل طابع الجدة والإبداع، وتسعى بروح مستقلة لدراسة الإشكالات اللغوية التي يثيرها القرآن الكريم، دون أن يذكر لنا نماذج من هذه الإشكالات. وختم حديثه بالقول بأنه بفضل اهتمام المصريين حتى على مستوى مدارسهم الابتدائية والثانوية بدراسة القرآن الكريم لغوياً، فإن المسلم المصري العادي هو أكثر اطلاعاً على المسائل اللغوية المثارة في القرآن، من مثيله المسيحي الغربي من حيث اطلاعه على المشاكل النصية واللغوية الموجودة في الكتاب المقدس [12].

الاتجاه الواقعي في التفسير

ثم انتقل المؤلف في فصله الخامس والأخير إلى عرض أفكار وكتابات وأعلام مدرسة الاتجاه الواقعي والعملي في التفسير، وبدأ حديثه بالإشارة إلى أن رشيد رضا هو أول، وأهم من أقحم المشاغل العملية والواقعية في تفسير القرآن الكريم في عصره، ثم تبعه بعد ذلك عدد من المفسرين والعلماء في سلوك هذا المسلك في التفسير، من أهمهم: محمد مصطفى المراغي، وأمين الخولي، ومحمود شلتوت، وحسن البنا، وسيد قطب، وعباس العقاد ... ، وقد ذكر المؤلف نماذج من مواقفهم إزاء القضايا والمسائل التي عالجوها من مثل: تطبيق الحدود الشرعية، وتطبيق الشريعة بشكل عام، والمسائل الجديدة في الفقه الإسلامي، وقضيتا الاجتهاد والتقليد، ومسألة الخلافة ونظام الحكم، والموقف من الاستعمار، والعلاقة مع الغرب بشكل عام. .. ووصل إلى نتيجة متسرعة، وهي أن العلاقة مع الغرب كانت هي البعد الخفي الذي كان يوجه جدل هؤلاء العلماء حول المسائل التي عالجوها في تفاسيرهم وكتبهم حول القرآن الكريم.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015