وكان قبل ذلك قد قال: (ومنها أن ذلك العبد الذي لقياه، ليس نبياً، بل عبداً صالحاً؛ لأنه وصفه بالعبودية، وذكر منّة الله عليه بالرحمة والعلم، ولم يذكر رسالته ولا نبوته، ولو كان نبياً لذكر ذلك كما ذكر غيره)!

قلت: هذا قول مجانب ٌ للصواب؛ فالذي عليه السلف الصالح من العلماء أن الخضر عليه السلام نبي، بل قال بعض أكابر العلماء – كما في (الإصابة) لابن حجر (2/ 288) _:

(أول عقد يحل من الزندقة اعتقاد كون الخضر نبياً؛ لأن الزنادقة يتذرعون بكونه غير نبي إلى أن الولي أفضل من النبي كما قال قائلهم مقام النبوة في برزخ

فويق الرسول ودون الولي)!

وهذا المشار إليه (كما قال قائلهم): هو ابن عربي الملحد القائل بوحدة الوجود!!

4 - ذكر في تفسير الآية (فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون) في سورة التوبة ص340 حديثاً ضعيفاً جزم بأنه من قوله عليه الصلاة والسلام: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)!

قلت: هو ضعيف الإسناد، والتفصيل في (السنة) لابن أبي عاصم بتخريج وتحقيق شيخنا الألباني رحمه الله تعالى برقم (15).

5 - ذكر في تفسير قوله تعالى: (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني)

ص339: (في الخروج؛ فإني إذا خرجت فرأيت نساء بني الأصفر لا أصبر عنهن، كما قال ذلك: الجد بن قيس، ومقصود – قبحه الله- الرياء والنفاق بأن مقصودي حسن؛ فإن في خروجي فتنة وتعرضاً للشر .... )!

قلت: لم يصح سبب نزول الآية في الجد بن قيس؛ بل هو من الأحاديث الضعيفة؛ فإن السند مرسل كما هو في (تفسير ابن كثير) 4/ 101 - 102؛ ولهذا جزم بضعفه الألباني في (فقه السيرة) ص426 - 427.

6 - في تفسير قوله تعالى: (ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب) ص713 قال رحمه الله: (والقينا على كرسيه جسداً: أي شيطاناً قضى الله وقدر أن يجلس على كرسي ملكه، ويتصرف في الملك في مدة فتنة سليمان).

قلت: هذا باطل! وفيه مساسٌ بعصمة نبي الله سليمان؛ فقد روي عن ابن عباس بسند قال عنه ابن كثير رحمه الله: (قوي)!

والصواب أنه ضعيف؛ فإن فيه عنعنة الأعمش، وهو مدلس.

فالسند ضعيف والمتن باطل؛ ولهذا قال ابن كثير: (ولكن الظاهر أنه إنما تلقاه ابن عباس – إن صح عنه – من أهل الكتاب، وفيهم من لا يعتقدون نبوة سليمان عليه السلام، فالظاهر أنهم يكذبون عليه؛ ولهذا كان في هذا السياق منكرات من أشدها ذكر نساء سليمان؛ فإن المشهور أن ذلك الجني لم يسلط على نساء سليمان، بل عصمهن الله منه؛ تشريفاً وتكريماً لنبيه صلى الله عليه وسلم .... ثم قال: وكلها متلقاة من قصص أهل الكتاب، والله أعلم بالصواب)! (تفسير ابن كثير) 7/ 60

قلت: التفسير والتأويل فرع التصحيح؛ فإذ لم يثبت هذا الأثر فقد كفينا تفسيره وتأويله بحمد الله تعالى.

أما من قال بأن هذا الشيطان جلس على كرسيه أربعين يوماً فهو إسماعيل السدي: أخرجه ابن جرير في (تفسير) 23/ 158 موقوفاً عليه بإسناد فيه: أسباط بن نصر وهو ممن يخطيء كثيراً كما هو في (التقريب).

ورواية ابن أبي نجيح عن مجاهد في هذه القصة لا تثبت أيضاً؛ فابن أبي نجيح يدلس، وقد عنعنه! ولو لم يكن مدلساً فهناك احتمال الانقطاع بينه وبين مجاهد كما جزم بعدم سماعه منه يحيى بن القطان.

(جامع التحصيل) ص265 للعلائي.

وعلى أي حالٍ فالمتن باطل؛ وليس هو من الأمور التي لا نكذب ولا نصدق فيها بني إسرائيل؛ بل هذا مما نجزم بكذبه وبطلانه؛ لما فيه من مساس بعصمة الأنبياء.

7 - في تفسير قوله تعالى: (إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة) من سورة ص في كتاب السعدي رحمه الله ص 711 قال: (له تسع وتسعون نعجة: أي زوجة .... ).

ثم قال رحمه الله ص712: (وهذا الذنب الذي صدر من داود عليه السلام، لم يذكره الله لعدم الحاجة إلى ذكره، فالتعرض له من باب التكلف، وإنما الفائدة ما قصه الله علينا من لطفه به وتوبته وإنابته ... )

قلت: لم ينبه رحمه الله على القصة المشهورة في كتب التفسير من أن ذنب داود كان من النظر أو أن خطيئته كانت من النظر!

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015