ـ[الشريفة فاطمة]ــــــــ[19 Jan 2009, 01:11 ص]ـ

المؤتمر الدولي الأول

للإعجاز العددي في القرآن

الإعجاز العددي: مفهومه وضوابطه

"دراسة استقرائية تحليلية"

مفهوم الإعجاز العددي

الإعجاز العدديّ أو الرّقمي وجه جديد من وجوه إعجاز القرآن الكريم، يقوم على مراعاة الرّسم العثماني لكشف العلاقات الرقمية بين حروف القرآن الكريم وكلماتِه وآياتِه وسوره وفق نظام يفوق تصوّر البشر وقدرتهم، ويُظهر أصالة النص القرآني، ومتانة بنائه ودقة ترتيبه.

مجالات البحث في الإعجاز العددي

يقوم البحث في الإعجاز العددي على معرفة النظام العددي للقرآن الكريم بالوقوف على عدد حروفه، وكلماته وآياته، واكتشاف العلاقات بين تلك الحروف والكلمات والآيات والسور، وتحديد الإشارات أو الدلالات التي قد تستنبط من تلك الأرقام أو الأعداد المكتشفة، فضلا عن الوقوف على حكمة ترتيب سور القرآن الكريم بالطريقة التوقيفية التي رتّبت بها، أو حكمة تكرار بعض الحروف والكلمات بأعداد معيّنة.

دواعي ظهوره

اكتشاف الحواسيب الإلكترونية التي ساعدت على إجراء العمليات الحسابية المعقّدة في ثوان؛ مما سهل عملية عدّ حروف القرآن الكريم وكلماته، ومحاولة اكتشاف العلاقة بينها، أو محاولة إظهار وجه إعجاز من خلال معرفة أعداد الآيات أو الكلمات أو الحروف، ومدى تكرار كلٍّ منها.

استجابة كثير من علماء الأمة وباحثيها إلى التحديات العلمية الراهنة التي تلزم التحدّث بلغة العصر وأسلوبه خاصة أمام الآخر الكافر الذي لا يؤمن إلا بلغة الأرقام والحساب؛ فكانت المحاولات لإظهار مجال آخر من مجالات إعجاز القرآن الكريم.

الرغبة في الدعوة إلى الدين الإسلامي بلغة العصر (لغة الأرقام)، وتكون هذه الدعوة موجهة إلى فئة معينة من الملحدين أو المشككين في الدين الإسلامي ولا يؤمنون إلا بلغة الأرقام والأعداد التي هي عندهم الأكثر وضوحا، والأشد جزما من كل اللغات.

الرغبة في البرهنة على سلامة القرآن الكريم من التحريف والتزوير؛ لأن أي زيادة في حروفه أو كلماته يؤدي إلى إفساد وجه الإعجاز فيه.

فوائده:

تقوية غرس الإيمان في نفوس المؤمنين وترسيخه في قلوبهم عن طريق إدراكهم لحقائق القرآن العلمية التي يؤمنون بها فجاء العلم ليبرهن على صحتها وتأكيد حقيقتها؛ مما يزيد في ترسيخ الإيمان في القلوب، وإزالة الشكوك منها.

- تجلية قضية إعجاز القرآن الكريم، وتسهيل مهمة تقديم البرهان وإقامة الحجة على أصالة القرآن وصحته.

-اعتماد الإعجاز العددي وسيلة فعّالة للدعوة إلى الله، وتعريف غير المسلمين بهذا الدين الحنيف فضلا عن كونه دليلا ماديا ملموسا لإقناع الملحدين بصدق القرآن العظيم، واتّباع رسالة محمد?.

- الإسهام في التعريف بالقرآن الكريم وتفسيره، فضلا عن تجلية بعض أسراره والوقوف على بعض حقائقه ومعجزاته.

الرد العلمي الدامغ على الأفكار التشكيكية بصحة الرسالة المحمدية؛ حيث إن عرض تلك الحقائق التي أخبر عنها نبيٌّ أميّ في زمن لا يوجد فيه تقدم علمي يعدّ مجالاً خصباً لإقناع المنصفين من العلماء بربانية القرآن الكريم وصدق رسول الله?.

ضوابط البحث في الإعجاز العددي

أ/ الضوابط الشّرعية:

- ضرورة الحذر وعدم التسرع عند التعامل مع كتاب الله، وألا نقول فيه برأينا دون الاستناد إلى كتب التفسير أو معهود الأمة العربية في لغتها؛ لأن التسرع وعدم الحذر، أو عدم الالتزام بمعهود العرب في لغتهم مع عدم الرجوع إلى كتب التفسير قد يؤدي إلى مخالفات شرعية.

2 - الحذر من معارضة مبدأ شرعي أو قاعدة من قواعد الدين أو معلم من معالمه لأن اليقين العلمي متوافق مع الدين في كل الحقائق التي يستنبطها أهل الاختصاص في شتى المجالات العلمية.

3 - ضرورة الاعتماد في عدد كلمات القرآن وحروفه على أساس الرسم القرآني المسمّى (بالرسم العثماني)، والذي هو توقيفي عن الرسول?، وأجمعت عليه الأمة.

إيثار أسلوب اليسر والوضوح في بيان مظاهر الإعجاز العددي خصوصا، والدراسات القرآنية عموما؛ حتى لا تلتبس الأمور على الخاصة فضلاً عن العامة، وحتى لا يضيع المطلوب بسبب التعقيد؛ ولأن اليسر من مبادئ الدين الإسلامي.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015