يا أخي بارك الله فيك .. أقبل على مافي الكلام من الحجج العلمية وأعرض عما لا ترضاه من غيره فليس ما لا ترضاه أنت بغير المرضي قطعاً ولكنها أساليب كُتاب واجتهادات نقاد .. ولكل وجهة هو موليها ..

أدام الله سعادتك وجمع لك خيري الدنيا والآخرة ..

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 عز وجلec 2008, 10:01 م]ـ

أدام الله سعادتك وجمع لك خيري الدنيا والآخرة ..

آمين .. وأدعو لك بمثل ذلك.

لو كان الأمر أن (أقبل على ما في الكلام من الحجج العلمية وأعرض عما لا أرضاه من غيره)، لما اهتممتُ للرد، ولما اهتم أي قارئ لما يكتبه أي كاتب.

يا أخي الكريم:

نحن في سياق البحث عن المتفق عليه والمختلف فيه بين المسلمين، وتحديد معوقات الفهم السليم لمسائل دينية في سياق كدحنا الجماعي في هذه الحياة الدنيا استعدادا لملاقاة الله عز وجل يوم الامتحان. ولو كان السياق غير ذلك، لقرأت لك ومررت مرور الكرام، كما أفعل مع عشرات المواضيع التي أقرأها يوميا هنا وهناك.

ولذلك فقد قلت لك إنني أرغب في مواصلة الاستفادة منكم في موضوع (المجاز). وليست القضية عندي قضية عواطف، كما هي ليست قضية رغبة في جعل الردود خاضعة للتجريد العلمي الذي يجعل منها كتابة "رياضية" - 1+1=2؟

وهل الكتابة حسب المناهج "الغربية" (كما تصفها) كمية فقط عندك Quantitaive؟

وماذا عن الكتابة النوعية Qualitative ؟

ليس في الكتابة الكمية والكتابة النوعية ما هو غربي وما هو إسلامي، لأنهما مسألتان موجودتان في السياق الغربي وفي السياق الإسلامي على حد سواء. وما يهم في السياقين هو فقط: درجة الصحة والخطأ.

وأخشى أن يفهم من كلامك أن هناك منهجين من الكتابة: كتابة خاضعة لمنهج إسلامي أصيل (يتمثل في طريقة كتابتك)، وكتابة خاضعة لمنهج غربي غير إسلامي محدث مبتدع (يتمثل في ما أدعو إليه).

ليس هناك في المنهج ما يمكن تسميته بالمنهج الإسلامي الأصيل، والمنهج الغربي المبتدع. وإنما المنهج قضية إنسانية فكرية عامة تخضع للتفاعل بين التخصصات والتطور في الأساليب والإجراءات.

وما يسميه البعض بالمنهج الغربي (لتكوين انطباع سلبي عنه)، هو أصلا وفي خطوطه العريضة من نتاج مفكرين عرب ومسلمين قبل عصر الأنوار. وما أنتجه هؤلاء المفكرون العرب والمسلمون تأثروا فيه بالقرآن الكريم ومناهج الفقهاء وأيضا مناهج من قبلهم من فلاسفة اليونان.

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 عز وجلec 2008, 10:58 م]ـ

خطأ محض = أعني كلامك عن مناهج البحث ..

فالفصل بين الأسلوب العلمي والأسلوب الخطابي، ومدح الأول، وذم الثاني ووصف الأول بأنه ما كان نقداً للحقائق العلمية بدون حرف خطابي بياني زائد = كل ذلك بدعة من بدع أوربا ما بعد النهضة .. (وتاني لمن لم ينتبه: لا أعني البدعة الشرعية التحريمية)

ومزج الأول بالثاني هو بيان منهج الكتاب والسنة والقرون المفضلة فمن بعدهم ..

والمذموم في الشرع:

1 - سجع الكهان الخالي من الحجة

2 - بيان صحيح وحجة صحيحة يقصد به منشئه لتقرير باطل.

3 - بيان صحيح وحجة كاذبة.

4 - بيان صحيح وحجة صحيحة في غير موضعهما.

يبقى من القسمة ثلاثة أشياء:

الأول وهو ممدوح: البيان الصحيح المقرون بالحجة الصحيحة في المحل المناسب.

الثاني: ولا ذم لفاعله شرعاًُ: حجة صحيحة وبيان عليل.

الثالث: ولا ذم لفاعله إلا من قبل أصحاب المنهج الأوربي:الحجة الصحيحة من غير صبغة بيانية إلا بقدر ما يفهم منه مراد المتكلم.

وكل ما تنكره يا أخي ليس منكراً إلا إن أتيتني من كلامي بما يوافق المذموم شرعاً .. أما ما يذم من غير الشرع فلا يساوي عندي قرشاً ماسحاً ..

بوركت ..

ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[18 عز وجلec 2008, 01:17 ص]ـ

.أما ما يذم من غير الشرع فلا يساوي عندي قرشاً ماسحاً ..

بوركت ..

(ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه) أو نحوه، (وقولوا للناس حسنا)، ليست المشكلة في توظيف الصيغ البيانية والأدبية، فقد وظفتها ولا بأس بذلك أصلاً من حيث المبدأ، ولكن بعض الإخوة - منهم محدثك - يلحظ توظيف التعابير البيانية بأسلوب أقرب للفظاظة منه للرفق، فطريقة توظيفك للأدوات البيانية تحتاج إلى شيء من التلطيف، وهذا ممكن، إلا إن كنت تعتقد أن هذا الأسلوب هو أحسن ما تقدر عليه، فلا تكليف بما لا يطاق.

ـ[أبو العالية]ــــــــ[18 عز وجلec 2008, 09:48 ص]ـ

الحمد لله، وبعد ..

لا فضَّ فوك يا أبا فهر، فامض قدُماً لا حرمنا دقيق فهمك، وحسن قلمك.

وما ذكره الإخوة؛ فما أظنه _ فيما يظهر لي _ في محلِّه، وهذه عبارات لأهل العلم من قديم ومنهج واضح صريح، بل ربما في بعضها ما هو أشد قسوة منها.

فماذا تنقمون عليها لا سيما مع تمام الأدب، وأمر النيَّات لرب البريِّات، والهدف الأساس التجرد للحق، والوصول إلى الحق. جعلنا الله جميعاً من أهل الحق

نفع الله بك، وفتح علينا وعليك، وزادك من فضله الكريم.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015