أنا ادعيت أن التوراة والإنجيل ليسا محرفين، وعلي البينة، فمدعي العلم بالشيء عليه أن يأتي بالبينة، فالبينة هي آية العلم حتى أنك تجد في ترتيب سور القرءان هذه القاعدة، فأول ما أنزل من قرءان هي الآيات الخمس الأولى من سورة العلق التي تنبئ بالعلم (علم الإنسان ما لم يعلم)، والعلم يقدر بالبينة، فالعالم بالشيء هو القادر أن يأتي بالبينة على صحة دعوا ه، لذلك جاءت سورة القدر بعد سورة العلم (علم الإنسان ما لم يعلم)، ثم بعد سورة القدر جاءت سورة البينة. فنحن أمامنا ترتيب حكيم: العلم، القدر، البينة. فكأنه تعبير يعني: العلم يقدر بالبينة، أو: العلم هو القدرة على الإتيان بالبينة.

وهي قاعدة صحيحة.

ودمت بخير.

ـ[أبو علي]ــــــــ[31 صلى الله عليه وسلمug 2010, 10:31 ص]ـ

السلام عليكم

كل عام وأنتم بخير

الأخ الكريم العليمي، والإخوة الأفاضل

لا أرى تناقضا بين رواة الإنجيل،فكل شاهد دون ما شاهده، قد تختلف شهادة راو عن شهادة آخر عن نفس الحادثة، وهذا لا يعني أن أحدهم كذب في شهادته، فقد يقص أحدهم جزءا من المشهد لم يره الرواة الآخرون لأنه حضر المكان قبلهم.

الكتب السابقة هي تسجيل كتابي للبث الحي لأفعال الرسل، فالآيات كانت فعلية (حسية) لا يمكن أن تنقل إلى الخلف إلا كتابة ليؤمنوا بها.

إذا فهي أخبار منقولة للخلف في كتاب، والاعجاز ليس في النص الكتابي وإنما في الآيات الحسية،لذلك الخبر لا يتغير معناه حتى لو ترجم إلى كل لغات العالم فهو يبقى إنجيلا، أما القرآن فآياته قولية، أي أن الإعجاز في النص الكتابي، إن ترجم إلا لغات أخرى فإن الترجمة لا تسمى قرآنا،بل هي ترجمة لمعاني القرآن.

أضرب مثلا بخبرين:

أحدهما يقول: زار مبعوث الملك المكان الفلاني، ودشن مشروع الطريق السريع ...

والخبراالآخر يقول: ألقى الأديب الفلاني خطبة بليغة أو قصيدة عصماء ...

المثال الأول آياته فعلية، فهو رسول الملك وآية ذلك أنه دشن مشروع الطريق السريع بحضور كاميرات التلفزيون ورجال الأمن، فمن حضر الحدث يعلم علم الشهادة أنه رسول الملك، ومن لم يكن حاضرا فقد سمعه خبرا مذاعا بعدة لغات.

أما الثاني فآيته أدبية، فالآية التي ندرك بها أنه أديب وعبقري في البلاغة هي خطبته التي ألقاها في المحاضرة،لذلك ينبغي أن تنقل إلى الناس كما هي،فأي تبديل فيها يخل بمبناها، فهي بليغة فقط بلسان صاحبها، إن ترجمت إلى لغات أخرى فإنها تفقد بلاغتها.

وأما تحريف التوراة و الإنجيل فقد وجدنا موانع تمنعنا من تبني فكرة التحريف، فلو لم يكن منها إلا الآية الرابعة من سورة البقرة لكان ذلك كافيا لرفض القول بتحريف كتب مقدسة عند أهلها ما زال لهم وجود، إذ أن الآية تذكر صنفا آخر من المؤمنين يؤمنون إيمان شهادة بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم وبما أنزل من قبله، وإيمان الشهادة بما أنزل قبل القرءان يقتضي وجوب وجود التوراة والإنجيل سليمين من التحريف، فلا يثبت الهدى لمن يؤمن إيمان شهادة بكتاب على أنه صحيح وهو في الحقيقة محرف، فما بالك وقد وصفهم الله بقوله (أولائك على هدى من ربهم).

وقد قدمت أمثلة أخرى في ردودي السابقة يتبين منها أن القول بتحريف التوراة والإنجيل يتعارض مع رحمة الله وعدله وحكمته، فكيف نصحح للنصارى أخطاءهم إذا كانت دروس الهدى التي معهم غير صحيحة!!

أيعقل أن يعاقب التلميذ على إجابته الخاطئة على سؤال يتعلق بدرس لا وجود له في منهجه!!

مثلا: اختبار النصارى كان عن ألوهية المسيح التي ألقاها الشيطان إلى أتباعه، والدرس الذي يقيهم من الرسوب في هذا الاختبار لا بد أن يكون الله قد بينه لهم بكيفية تستيقنها أنفسهم ألا هو وفاة المسيح عليه السلام، فتلك حجة عليهم إذ كيف يكون المسيح إلها وقد رأيتموه يموت، فهل يموت الإله؟ وهل يعجز الإله عن نصر نفسه فيقع في أيدي أعداءه!!

فلا نأتي نحن لنقول للنصارى إن الذي أمسكه اليهود هو شخص آخر ألقي عليه شبه عيسى، هذا ليس تصحيحا للخطأ بل هو زيادة في الإضلال.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015