لقد جاء فى الاية الأولى من تلك الآيات قوله تعالى " يلوون ألسنتهم بالكتاب "

ثم جاء فى التى تليها ما يحدد موضع ليهم ألسنتهم وهو لفظ " ربانيين "

ثم فى الثالثة كشف عن تحريفهم لها الى كلمة " أربابا "

أى أنهم قد حرفوا كلمة " ربانيين " فى اللسان الآرامى الذى كان ينطق به المسيح وقومه فى ذلك الوقت، حرفوها الى كلمة " أربابا " التى لها نفس النطق تقريبا فى نفس اللسان الآرامى، وكان من نتيجة هذا التحريف أنهم قد أطلقوا وصف الرب على الروح القدس (المعبرعنه بالملائكة فى الآية) وعلى السيد المسيح كذلك (المعبر عنه بالنبيين فى الآية ذاتها)، ومن ثم صار لديهم ثلاثة أرباب هى الأقانيم الثلاثة

أرأيت أخى الفاضل الى اعجاز القرآن فى كشف تحريفهم، وهو الكشف الذى لا يتيسر الا لمن أحاط باللسان الآرامى، فما بالك بنبى أمى لا يعرف الكتابة بلسانه هو؟!

أليس هذا برهانا على أن القرآن من عند الله؟

وربما سألتنى: ما هو الشاهد على هذا التحريف من كتبهم؟

وأجيبك: يوجد أكثر من شاهد على هذا الأمر، واليك البرهان:

الشاهد الأول

جاء فى انجيل يوحنا (1: 38) ما يلى:

" فقالا: ربى - الذى تفسيره يا معلم - أين تمكث؟ "

والجملة الاعتراضية فى هذا النص ليست من عندى أنا كما قد يظن البعض، بل تجدها كما هى فى النص ذاته حيث أن الكاتب هنا قد أتى بالكلمة الآرامية شارحا معناها، وقد وردت هكذا فى سائر ترجمات الانجيل، فهى مثلا موجودة فى الترجمة الانجليزية بنفس النطق Rhabbi

الشاهد الثانى

جاء فى انجيل يوحنا كذلك (20: 16 - 18) ما يلى:

" فقال لها يسوع: يا مريم، فالتفتت تلك وقالت له " ربونى " الذى تفسيره: يا معلم. . . . فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب "

وما قلناه فى المرة الأولى نقوله هنا كذلك، حيث لفظة (ربونى) ترد بمعنى (يا معلم) فى نص الانجيل ذاته

ولكن انظر كيف انحرفوا بترجمتها فى آخر الفقرة السابقة، حيث ترجموها الى كلمة (الرب) وكان حقها أن تترجم الى كلمة (المعلم) على نحو ما حدث فى الفقرة ذاتها!!!

وقد ساعدهم على هذا التحريف (المكتوب وليس الملفوظ فحسب) أن الكلمتين تشتركان فى نطقهما باللسان الآرامى الذى هو لسان المسيح وقومه، فكان من اليسير عليهم أن يلووا ألسنتهم بها فى النطق ومن ثم يلووا أقلامهم بها فى الكتابة أيضا!!

أرأيت أخى الفاضل الى اعجاز القرآن العظيم فى اشارته الى تحريفهم هذا والذى شهدت عليه كتب القوم أنفسهم!!

وأظنك لم تقرأ مثل هذا الكلام من قبل فى تفسير الآيات الثلاث المذكورة من سورة آل عمران

وهذا صحيح لأنه من الجديد الذى تفضل به الله على العبد الفقير وامتن به عليه، وهو هدية منى لك ولكل أعضاء وزوار الملتقى

(يتبع)

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[10 Oct 2009, 02:24 ص]ـ

أخي الفاضل العليمي

وأما استشهادك بما جاء في سفر إرميا أو بما جاء في مزمور داوود، فما أدراك أنه تحريف خطي بتغيير رسم كلمات الكتاب!!

أخى الكريم أبا على حفظه الله

أخشى أننى قد أطلت عليك فى مداخلتى السابقة، لذا سأختصر التعقيب على بقية كلامك

تقول لى متعجبا:

فما أدراك أنه تحريف خطى!!

حسنا، سوف أنبئك ما الذى أدرانى

أدرانى بهذا قول أرميا النبى والذى أوردته لك من قبل ولكن يبدو أنك لم تدقق النظر فيه جيدا!!

فاذا فعلت ذلك فسوف تجد فيه عبارة تقول:

" الى الكذب حولها (يقصد: كلمة الرب) قلم الكتبة الكاذب "

أرأيت أخى الحبيب ما الذى حول (أى: حرف) كلمة الرب؟

انه: قلم الكتبة الكاذب

عبارة واضحة كما الشمس

وهى قاطعة فى أن التحريف قد تطرق الى الوحى المكتوب أيضا، لا الى تفسيره فحسب كما ظننت

أعتقد الآن أن الذى أدرانى كان خليقا بأن يدريك أنت كذلك، ولكن يبدو - كما أخبرتك - أنك لم تدقق النظر فى المرة الأولى

لا جناح عليك أخى الكريم

والسلام عليكم ورحمة الله

ـ[أبو علي]ــــــــ[11 Jan 2010, 11:45 ص]ـ

السلام عليكم

لا زال الشريط لم يكتمل، وسأرد على كل الإشكالات التي لا زالت لم توضح.

لذلك يرفع الموضوع.

ـ[أبو علي]ــــــــ[17 Feb 2010, 11:07 ص]ـ

السلام عليكم

الإخوة الأفاضل (نتابع بعد توقف دام أشهرا)

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015