ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[01 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 03:15 م]ـ

السلام عليكم

الأخ أبو عمرو

(وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ): نحن نتفق معك أن الأمر اشتبه عليهم. وصور الاشتباه كثيرة ليس منها التعليق على الصليب، لأن التعليق على الصليب هو صلب. والزعم بأنه ليس بصلب حتى يؤدي إلى موت على الصليب هو زعم ناتج عن أن أكثر الذين يُصلبون يصلبون بغرض القتل

لكي يشتبه عليهم أنهم قتلوه فلابد أنه قد وقع مايؤدى إلى هذا؛كأن يكون رماه أحد الجنود بحربة أصابته ولكنها لم تقتله وظنوا هم أنها قتلته

ولأنه شبه لهم أنهم صلبوه؛فما الذي يؤدى إلى الاشتباه بالصلب؟

روي في ذلك أنه ألقى شبهه على أحد تلاميذه أو كل تلاميذه؛ كان هذا تفسيرا لكلمة -شبه -؛ وهو تفسير قد يصح وقد لايصح؛وإن كان فى كتبهم -التى قلت وأقول معك بتحريفها - فسيكون المفسر جاء بها من هذه الكتب فلا يصح تفسيره؛كما أن السياق يدل على أن أمر القتل وأمر الصلب هو الذى شُبه لهم؛

فهل كانت شبهة قتله في حادثة أو واقعة غير واقعة شبهة الصلب؛يبدو ذلك؛ فليستا فى وقت واحد

فكيف شبه لهم أمر الصلب؟

نحتاج لتحرير معنى الصلب فلنبحث الكلمة فى القرآن

" ... وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه .. " يصلب = يموت على الصليب؛=يموت صلبا؛ مثل يموت غرقا ,يموت شنقا؛يموت قتلا ,يموت رميا بالرصاص

والأهم أنه قد يوضع على الصليب ولايموت؛فكما أن من أصابته الحربة ولم يمت فليس بقتيل ,فكذلك من وضع على الصليب ولم يمت فليس بصليب

فالذين يصلبون لايصلبون بغرض القتل ولكن بغرض الموت

نأتى إلى اشكالية رفعه

؛وهي موضوع هذا البحث

فمعظم التفاسير تقول أنه رفع وأنه حي وكأنها تؤيد ما جاء فى الأناجيل المحرفة ولاتختلف معها إلا فى قولها المحرف " جلس عن يمين أبيه"

فهل من تفصيل لهذه المسألة -مسألة الرفع -من خلال فهم آيات القرآن التى جاء فيها الرفع؛ مع الأخذ فى الاعتبار قولك

أقول: وزعمت الأناجيل المحرفة أنه قام من الأموات بعد ثلاثة أيام وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الرب. ألا يدفع هذا القول إلى تأليه المسيح عليه السلام؟!!! ثم لم تكن في حياته أية بوادر على تأليهه، بل حصل ذلك بعد زمن طويل بتأثير العقائد الرومانية الوثنية.

لأنه إن كانت قيامته من الأموات بعد ثلاثة أيام تدفع إلى تأليهه؛فرفعه من بين الناس -جسدا وروحا- تُحدث فتنة أشد؛ وعليه يبدو أن هناك سيناريو مختلف لما حدث؛ولكيفية الرفع؛ بل إن قيامته من الأموات لن تكون غير قيامة أصحاب الكهف بعد ثلاث مئة سنين أو الذي مر على قرية بعد مئة عام أو قيامة مرضى الغيوبة .. أي إتها مبررة ولا تدفع لتأليهه؛ أما رفعه على الكيفية التى نقرأها في التفاسير هو ما قد يؤدى إلى هذا؛

ثم هل بلغهم ما أوحاه الله له " إذ قال الله ياعيسى إنى متوفيك ورافعك .. " نعم بلغهم؛إذن فلا اشكال في رفع المسيح المتوفى لأنه سيكون ككل متوفى؛ويُرفع منه ما يُرفع من كل متوفى

والله أعلم

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 04:23 م]ـ

ما يسمى بالكتاب المقدس يقول بكل وضوح أنه صلب ومات على الصليب، والقرآن نفى ذلك، فلماذا نحاول أن نبحث عن معنى آخر للصلب؟

وأما الرفع في القرآن فمعناه واضح وكيفيته مجهوله الله أعلم بها.

وكونه رفع حيا أو ميتا فالآيات محتمله للأمرين، وأنا أرى أن كثيرا من المتكلمين في هذا الموضوع ينكرون بشدة وفاة المسيح عليه السلام وفاة حقيقية مع الخلاف في المسألة واحتمال الأدلة. ولا أدري لماذا؟

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[01 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 04:28 م]ـ

الأخ الكريم مصطفى سعيد،

أولاً: يقول الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: ((وما صلبوه: لأنّ الصلب قد يكون دون القتل، فقد كانوا ربما صلبوا الجاني تعذيباً له ثم عفوا عنه". من هنا يكون القرآن الكريم قد نفى الصلب ونفى القتل، وأثبت في مقابلهما الرفع.

أما بالنسبة لصلب المحارب فيقول:"الصّلب: وضع الجاني الّذي يُراد قتله مشدوداً على خشبة ثُمّ قتله عليها طَعناً بالرّمح في موضع القتل. وقيل: الصّلب بَعْد القتل. والأول قول مالك، والثّاني مذهب أشهب والشّافعي". إذن عند الشافعي المقصود بالصلب عرض المقتول وتعليقه ليراه الناس بعد قتله فيعتبروا. ولا يجوز في الشريعة الإسلامية ترك الإنسان مصلوباً حتى يموت، لأن هذا القتل فيه تعذيب يطول، فنهى الرسول عليه السلام عن القتل صبراً.

ثانياً: أما الآية الكريمة:" فيصلب فتأكل الطير من رأسه": فُهم القتل من قوله تعالى:"فتأكل الطير من رأسه".

ثالثاً: يتفق رواة الأناجيل بما فيهم برنابا على أن المسيح رؤي بعد حادثة الصلب المشتبهة، وهذا ما دعاهم إلى القول إنه قام بعد ثلاثة أيام. ولم يره أحد منهم يقوم من الأموات، وإنما رأوه حياً يسير بينهم. وهذا يؤكد مسألة الاشتباه، التي لها احتمالات كثيرة. أما حادثة الرفع فيبدو أنها شوهدت من قبل التلاميذ، كما شوهدت حادثة رفع إيليا المنصوص عليها في العهد القديم، أي أن اليهود خبروا مسألة الرفع صحت أم لم تصح (اقصد رفع إيليا). ولم يؤلّه إيليا الذي هو عندنا إلياس عليه السلام، والذي هو عند بعض المفسرين إدريس.

رابعاً: لا القيام من الأموات، ولا الرفع يدعو إلا التأليه، ويبدو أخ مصطفى لم تفهم تماما ردي على أبي علي، فقد كنت أبين له أنه لا ضرورة للقول بموته بزعم أن ذلك ينفي عنه الألوهية بموته. فلا يحتاج الرفع إلى موت سابق لتنتفي شبهة التأليه لأنه لا شبهة، فقد عرفت المعجزات للأنبياء، وهناك في علوم اليهود من قام بعد الموت، وهناك من رفع حياً. بل إن تأليه العزير ربما لأنه قام بعد الموت، ولم يؤله اليهود إيليا الذي رفع حياً.

خامساً: أما معنى (الوفاة) فيرجع إليها في كتب التفسير. وعلى أية حال القرآن الكريم نفى الصلب والقتل.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015