ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Mar 2009, 07:42 م]ـ

[ color=#4رضي الله عنه0082] الأخ الكريم أبو الحارث العامودي:

قبل الإسلام كانت الآيات حسية فقط، والوحي المنزل لم يكن كالقرآن كلام الله المباشر لأن الناس لم يكن عندهم العلم ليفهموا كلام الله الحكيم، فالتوراة ليست آيات كالقرآن لأنها وحي غير مباشر أي أنها صيغت بأسلوب بشري: قال موسى للرب وقال الرب لموسى ...

الأخ الفاضل:

أولاً: سأجيبك من الأخير.

ثانيا:أرجو أن لا تكون من المغردين خارج السرب.

ثالثاً: هل تنطلق من مفاهيمك من القرآن أم من غيره؟ إن كان من القرآن فالله تعالى يقول: (قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ * وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ) سورة الأعراف (144 - 145)

وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ مُوسَى يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنْ الْجَنَّةِ فَقَالَ لَهُ آدَمُ أَنْتَ مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ وَابْنِ عَبْدَةَ قَالَ أَحَدُهُمَا خَطَّ و قَالَ الْآخَرُ كَتَبَ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ"

ثم إنك تستشهد بما هو مكتوب في ما يسمى بالكتاب المقدس على أن التوراة كتبت بأسلوب بشري، وأهل الكتاب ينسبون الأسفار الخمسة إلى موسى وأنه كتبها بيده وفيها:

" فمات هناك موسى عبد الرب في أرض موآب حسب قول الرب ..... ودفنه في الجواء في أرض موآب مقابل بيت فغور. ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم .. ... وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات ولم تكل عينه ولا ذهبت ..... فبكى بنو إسرائيل موسى في عربات موآب ثلاثين يوما. فكملت أيام بكاء مناحة موسى .. "

التثنية: إصحاح 34 عدد 5 - 8

فهل يعقل أن يكتب موسى بعد موته؟

[ color=#4رضي الله عنه0082]

الإنجيل هو السيرة الذاتية للمسيح من قول وفعل وأحداث ووقائع متعلقة بالمسيح، فليس من المعقول أن يكتب الإنجيل قبل أن يقضى وحيه ووقوع أحداثه، وبانتهاء رسالة المسيح على الأرض يكون قد اكتمل الوحي عندئذ يدون الإنجيل.

فمن يدون الإنجيل؟

كيف يكون الأنجيل السيرة الذاتية للمسيح والله يقول:

(وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) المائدة (46)

وأما استنتاجك العقلي فيحتاج إلى دليل. ثم يبدو إنك قد تقرر عندك أن هذه الكتب الأربعة المحشوة بالكذب والخرافة هي الإنجيل. فأين الدليل؟

[ color=#4رضي الله عنه0082]

شاهد واحد على العصر لا يكفي، فالنصاب القانوني للشهادة في القضايا التي يهمها الإحاطة بالمشهد هو 4 شهداء لأن الإحاطة تعني تغطية الجهات الأربع، كما أن شاهدا واحدا قد يتغيب أحيانا عن مرافقة المسيح فيفوته المشهد، أو يتغيب اثنان من الشهود فيحضر بدلهما شاهد أخر أو شاهدين. إذن فالإحاطة بمشاهد الإنجيل يحتاج إلى أربعة شهداء، وطبيعي أن تجد ذكرا لحادثة في رواية يوحنا ولا تجدها في متى، فقد يكون متى لم يكن حاضرا ذلك اليوم.

رواة الإنجيل هم أربعة من حواريي المسيح ادعوا أن الله أوحى إليهم بكتابة الإنجيل فلم يكذبهم القرآن بل مدح الحواريين وقال عنهم: وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ)، فإذا كان الله قد أثبت أنه أوحى إليهم قبل ذلك أن يؤمنوا برسوله فما المانع أن يكون قد أوحى إلى أربعة منهم أن يدونوا شهاداتهم لتكون إنجيلا.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015