الشرطة ادعت أن الرجل قتل، فكان أولى أن ينفى القتل أولا: ما قتل فلان، وطبيعي أن يكون السؤال بعد ذلك:

أليس هذا الأثر على رقبة الضحية دليلا على شنقه يا دكتور؟

سيجيبهم: ولا شنق ولكن شبه لكم، فالرجل مات بالسكتة القلبية.

لو لم ينف القتل واكتفى فقط بنفي الشنق وتوقف عن الكلام فان احتمال أن يكون قتل بسبب آخر ما زال قائما، إذن فبنفي القتل على إطلاقه وإثبات بطلان الشبهة التي بني عليها الظن (الشنق) يتضح أن الرجل توفي ولم يقتل.

اسمح لي أن أقول أن هذا الكلام كله لا حاجة إليه، فاليهود زعموا قتل المسيح، والنصارى زعموا أنه قتل صلبا،والله تعالى نفى كلا الأمرين:" وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ"

قال اليهود الذين ظنوا أنهم قتلوا المسيح عليه السلام: إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ، أهو تهكم أن يقولوا عنه (رسول الله)!!

ما قالوا ذلك إلا لأن الشخص الذي ظنوا أنهم قتلوه استمر يدعي أنه رسول الله إلى آخر رمق.فهل الشبيه هو من كان يدعي أنه رسول الله!!).

تعليلك هذا لا يصح من وجهين:

الأول: أن قول " رسول الله " هذا على الحكاية بيان من الله لمكانته صلى الله عليه وسلم.

الثاني: وإذا كان من قولهم فليس لك فيه حجة لأن رواية " الكتاب المقدس" تشير أنهم قتلوه لأنه كان يجدف ويدعي أنه ابن الله، تعالى الله.

نحن أمام خيارين:

إما أن نعتبر الذي صلب شخص آخر وأن روايات الإنجيل محرفة.

أو أن روايات الإنجيل صحيحة وتفسيرنا للآية غير صائب.

لسنا بحاجة إلى هذين الخيارين للآتي:

لسنا ملزمين بأن نثبت أن هناك شخصا صلب، وقوله تعالى "ولكن شبه لهم" يعود على الوصفين القتل والصلب، وأي كلام في هذا الموضوع من قبلهم لا يقبل، لأن الله تعالى نفى عنهم العلم بحقيقة الأمر فقال: "وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا".

وعليه كل ما كتب في كتبهم بخصوص القتل والصلب إنما هو اتباع للظن. ولو كان الذي في كتبهم كلام الله لما نسب الله إليهم اتباع الظن في شأنه.

هل في القرآن ما يثبت تحريف التوراة والإنجيل؟

بقي أن نبحث عن أدلة من القرآن تثبت أو تنفي تحريف التوراة والإنجيل. نذكر بأن التوراة هي فقط ما أنزل على موسى عليه السلام، أما أسفار داوود وسليمان وحزقيال وإشعياء و ... هؤلاء كلهم جاءوا بعد موسى فكيف تصبح أسفارهم توراة، وهؤلاء الأنبياء لم يكتبوا أسفاهم بل هي روايات عنهم قد تتضمن الحق والباطل.

وليس العهد الجديد هو الإنجيل، إن كان الإنجيل هو السيرة الذاتية للمسيح عليه السلام من قول وفعل وأحداث متعلقة بالمسيح فهو إذن تلك الروايات الأربع.

قال تعالى عن الذكر: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ.

هل الذكر محفوظ لأنه قرآن أم لأنه بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ.؟

التعهد بحفظ الذكر جاء مناسبا لما ختمت به سورة إبراهيم، فإذا كان بلاغا للناس فينبغي أن يصل إليهم كاملا غير منقوص وغير محرف ليكون حجة عليهم أنما هو إله واحد.

الذكر الذي كان بلاغا للناس (النصارى) قبل القرآن هو الإنجيل فهو حقيق أن يحفظ من التحريف ومن النقصان َلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ ليذكروا أن الله واحد وليس ثالث ثلاتة، وليس هو المسيح.

الدليل الثاني:

مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ ....

التوراة رحمة والإنجيل رحمة، وتحريفهما أو شطب كلمة منهما يعتبر إمساكا لرحمة الله عن الوصول إلى الناس، فيستحيل أن يمسك أحد رحمة أرسلها للناس.

الدليل الثالث:

لقد سمى الله اليهود والنصارى ب (أهل الكتاب)،لو كانت التوراة محرفة فكيف يسميها الكتاب وهؤلاء أهله!! يليق بهم أن يدعواأهل الكتاب المحرف ...

الدليل الرابع:

وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ ...

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015