ـ[شمس الدين]ــــــــ[28 Oct 2008, 11:02 م]ـ

أستاذنا د. عبدالفتاح خضر حفظك الله:

قلتَ و نعم ما قلت َ:

" انتقد ـ أخي المكرم ـ وبيِّن وناقش وجرِّح وعدِّل وانصح وحذِّر و ................ ولكن بعيدا عن عبارات التجهيل وما شابهها، أو الأحكام الشمولية كقوله" تفاسير هي مجمع الأقوال الضعيفة والأحاديث المكذوبة" ومن الذي يقول بهذا؟؟!!!!!!! هذا كلام مرفوض بغض النظر عن المتكلم به، فمنطق " الشخصنة " منطق يجني وسيجني على العلم والعلماء، بل تنزيه القضية عن الأشخاص أفضل سبيل لعلاج أية موضوعات تثار. "

نعم يا سيدي لقد أدى الدفاع الأعمى عن بعض الرموز إلى تضييع الدين ..

أرجو أن تتأملوا في كلام الباحث الحويني غفر الله له في برنامج تلفازي سمعته و رأيته بنفسي .. ما معناه بدقة:

الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال فقط علماء الحديث .. لأنه لا يعرف درجة الحديث إلا العالم بعلم الحديث ... فكيف للعوام أن يعرفوا شدة الضعف و ... ما إلى ذلك من شروط العمل بالحديث

سبحان الله! يعني فقط بضع عشرات سيستفيدون ..

سبحان الله من قال بهذا الرأي

سبحان الله .. يعني العوام لن يستطيعوا سؤال هؤلاء العلماء أو قراءة كتب صنفها هؤلاء العلماء لمعرفة الأحاديث التي تحقق الشروط لأن علمها مدفون فقط في صدور المتخصصين بعلم الرجال

أين تقوى الله!؟

هؤلاء الباحثين شغلوا الأمة حتى صارت الأمة تحتاج إلى ندوات لعلماء آخرين في الحديث لرد التطرف من أمثال هذا و غيره الكثير!!

لا تستعجلوا في الحكم علي فقد كنت ذات يوم ممن انخدع بالألفاظ و الصور عن الحقائق ... إنها زفرة مجرب!! و البيان عند الشيخ الجليل الحميدي أكبر ... و الأمثلة في جناية هذا المنهج الحديثي السلفي على الحقائق عندي اكثر ... !!!

أولا: فضيلة الشيخ العلامة أبو إسحاق الحويني من أجل علماء أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالحديث والأسانيد والرجال في عصرنا الحاضر، إن لم يكن أعلمها، بغض النظر عن كونه متبعا لمنهج السلف -ولا أراها مسبة تعيبها عليه وتنعتها به!.

يجب عليك أن تكون منصفا، وإن كنت مخالفا لعقيدة السلف، فالمقام مقام حديث وإسناد علم ودين إلى صاحب الوحي صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز أن تخلط الأمور.

بل مذ كم صار الانتساب إلى السلف مسبة؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم))، وهؤلاء -أهل القرون الثلاثة- هم السلف، ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.

ثانيا: إن صح ما قلت عن الشيخ الحويني حفظه الله بأنه لا يرى العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال إلا لعلماء الحديث، فهذا حق، فإن الحديث الضعيف عند بعض أهل العلم الذين يقسمون الأحاديث إلى صحيح وضعيف، يجعلون الأحاديث الموضوعة والمنكرة في خانة الضعيف، فلا يجوز التعبد لله ولا التقرب له بحديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو حديث منكر يصادم نصوص الوحيين.

فكلام الشيخ حفظه الله تعالى واضح بين لا لبس فيه، فلا يجوز لجاهل في علم الحديث أن يجمع كل غث وسمين في عبادته -و يُدخل الموضوعات والمناكير- ثم يقول هذا في فضائل الأعمال! من قال بهذا من أئمة الإسلام المعتبرين؟!

ثالثا: كان يجب عليك أن تحترم نفسك وتكرمها قبل أن تجعل الحقد على عالم جليل يُعميها عن طريق الأدب والخلق الرفيع، حين قمت بنعت هذا العلامة المحدث بالمتطرف!

ولم أكن أتصور في حياتي رجلا من أهل السنة والجماعة ينعت إماما في علم الحديث كالشيخ الحويني بالمتطرف! على الأقل تأول له، فقد قال عليه الصلاة والسلام: ((إذا حكم الحاكم فأصاب فله أجران وإذا حكم فأخطأ فله أجر))، فهو لم يتكلم دون علم أو عن جهل ولا عن دعوة إلى ضلالة، بل هو عالم مشهود له بالخير والفضل، فهو يدور بين الأجر والأجرين كما قال عليه الصلاة والسلام.

ثم أليست هذه من غيبة العلماء؟ فاعلم رحمني الله وإياك أن غيبة العلماء ليست كغيبة غيرهم، فإن الله جل جلاله أكرمهم فقال في الحديث القدسي: ((من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب))، وكما قال أحد السلف: إعلم بأن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم عادة معلومة، ومن شنع عليهم في حياته بالثلب، ابتلاه الله قبل موته بموت القلب.

الله المستعان.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015