- كما يتبادر إلى الذهن كتاب (سيفُ الخطيبِ) لأبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعرّي، وقد وصفه صاحب كشف الظنون (ص1017 – بيروت: دار إحياء التراث العربي) بأنه: في أربعين كراسة، ويشتمل على خُطب السَّنَة.

وهنا نتساءل: هل سيف الآلوسي مقتبس من سيف المعرّي؛ وبخاصةٍ أنّ وفاة المعريّ كانت سنة 449هـ، أي قبل وفاة الآلوسي بثمانمائة سنةٍ وتزيد؟

وليبقَ التساؤل مطروحاً .. فقد وجدت أنّ هذا الكتاب لا يكاد يُذكَر عند الدارسين والمترجمين لأبي العلاء، إلاّ في كتب الفهارس، ككتاب كشف الظنون المذكورِ آنفاً، ولم أجدْ له ذكراً في بعض فهارس المكتبات، فغلب على الظن أنه مازال مخطوطاً.

• هذا البحث:

ولا يزيد عملي في هذا البحث المختصر على جمع المادة، وتبيين مواطنها ... وأرجو أن يكون بداية لبحوث أخرى موسعة في هذا المصطلح المفقود ..

ولي في كل موضع ترتيبٌ، هو:

1 - ذِكر رقم الموضع.

2 - ثم الآية أو جزءٍ منها.

3 - ثم الشاهد منها.

4 - ثم كلام الآلوسي الذي يتضمن ذكرَ المصطلحِ في مادةِ البحث.

5 - ثم أعمدُ في آخر كلِّ موضعٍ إلى إعراب الشاهد من كتابٍ مبسّطٍ معاصر، وهو (إعراب القرآن الكريم الميسر)، لمؤلفه الدكتور محمد الطيب الإبراهيم، حتى يتضح الإعراب وليكتمل المراد.

• المواضع التي استخدم فيها الإمام الآلوسيُّ مصطلح (سيفُ خطيبٍ) في كتابه روح المعاني:

• الموضع الأول، في تفسيره لقوله تعالى:

{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}.سورة الفاتحة/7.

الشاهد: {لاَ}.

- قال الآلوسي في روح المعاني:

وهو [يعني: لا] "سيفُ خطيبٍ" أتى بها لتأكيد ما في (غير) من معنى النفي.

وقال مؤلف إعراب القرآن الكريم الميسَّر: لا: زائدة لتوكيد النفي. ص1

• الموضع الثاني، في تفسيره لقوله تعالى:

{إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}. سورة البقرة/26.

الشاهد: {مَا}.

- قال الآلوسي في روح المعاني:

و (ما) اسم بمعنى شيء يوصف به النكرة لمزيد الإبهام ويسد طرق التقييد، وقد يفيد التحقير أيضا كأعطه شيئاً (ما)، والتعظيم كـ: (لأمرٍ "ما" جدَعَ قصير أنفه)، والتنويع كأضربه ضرباً (ما)، وقد تجعل "سيفَ خطيبٍ". والقرآن أجلّ من أن يلغى فيه شيء. وبعوضة إما صفة لما أو بدل منها أو عطف بيان إن قيل بجوازه في النكرات أو بدل من (مَثلاً) أو عطف بيان له إن قيل (ما) زائدة أومفعول ....

وقال مؤلف إعراب القرآن الكريم الميسَّر: ما: الإبهامية، وهي إذا اقترنت باسم نكرة زادته شيوعاً وإبهاماً، وهي نكرة تامة بمعنى شيء، صفة لمثلاً، في محل نصب. ص5.

• الموضع الثالث، في تفسيره لقوله تعالى:

{لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ}. سورة البقرة/233.

الشاهد: الباء في {بِوَلَدِهَا}.

- قال الآلوسي في روح المعاني:

ولك أن تجعل فاعل بمعنى فعل والباءَ "سيفَ خطيبٍ"، ويكون المعنى: لا تضر والدةٌ ولدَها بأن تسيء غذاءه وتعهُّدَه وتفرطَ فيما ينبغي له وتدفعه إلى الأب بعدما ألفها، ولا يضر الوالد ولده بأن ينزعه من يدها أو يقصر في حقها فتقصر هي في حقه.

وقال مؤلف إعراب القرآن الكريم الميسَّر: بولدها: متعلقان بتضار، والباء سببية، ها: مضاف إليه. ص37.

• الموضع الرابع، في تفسيره لقوله تعالى:

{وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ}. سورة آل عمران/154.

الشاهد: "مِن" في قوله: {مِن شَيْءٍ}.

- قال الآلوسي في روح المعاني:

و (مِن) الثانية "سيف خطيبٍ"، و (شيء) في موضع رفع على الابتداء، وفي خبره -كما قال أبو البقاء- وجهان، أحدهما (لنا) فمن الأمر حال، والثاني (من الأمر) فلنا تبيين، وبه تتم الفائدة.

وقال مؤلف إعراب القرآن الكريم الميسَّر: مِن: جارٌّ زائد، شيء: مجرور لفظاً مرفوع محلاًّ على أنه مبتدأ. ص70.

• الموضع الخامس، في تفسيره لقوله تعالى:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015