ومن أقوى الأدلة على أن أسماء الله عز وجل ليست محصورة في (تسعة وتسعين اسماً) ما رواه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرءان العظيم ربيع قلبي، ونوري صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله حزنه وهمه، وأبدل مكانه فرحاً).
ففي هذا الحديث دلالة على أن لله عزوجل أسماء لم ينزلها في كتاب ولم يعلمها لأحد من خلقه بل استأثر بها في علمه سبحانه وحجبها عن خلقه ولم يظهرها لهم. ص41 ـ 43.
6 ـ يبين الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: مراتب إحصاء أسمائه سبحانه التي من أحصاها دخل الجنة فيقول:
المرتبة الأولى: إحصاء ألفاظها وعددها.
المرتبة الثانية: فهم معانيها ومدلولها.
المرتبة الثالثة: دعاؤه بها كما قال تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها).
وهو مرتبتان: إحداهما: دعاء ثناء وعبادة، والثانية: دعاء طلب ومسألة فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، وكذلك لا يسأل إلا بها فلا يقال: يا موجود، ياذات، يا شيء اغفر لي وارحمني، بل يُسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضياً لذلك المطلوب فيكون السائل متوسلاً إليه بذلك الاسم فيقول: يا غفار اغفر لي فإنك أنت الغفور الرحيم، يارزاق ارزقني إنك أنت الرزاق الكريم وهكذا.
قال ابن بطال رحمه الله: (الإحصاء يقع بالقول، ويقع بالعمل، فالإحصاء القولي: يحصل بجمعها وحفظها، والسؤال بها، ولو شارك المؤمن غيره في العد و الحفظ، فإن المؤمن يمتاز عنه بالإيمان والعمل بها.
والإحصاء بالعمل: أن لله أسماء يختص بها كالأحد، والقدير، فيجب الإقرار بها والخضوع عندها، وله أسماء يستحب الاقتداء بها في معانيها، كالكريم، والعفو، فيستحب للعبد أن يتحلى بمعانيها ليؤدي حق العمل بها فبهذا يحصل الإحصاء العملي). ص 46 ـ 47.
هذا ما تيسر إيراده والبقية تأتي تباعاً بإذن الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[19 Feb 2009, 02:45 م]ـ
7 ـ التعبد بأسماء الله تعالى وصفاته سبب رئيس لسلامة القلب من آفات الحسد والكبر يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: (لو عرف ربه بصفات الكمال ونعوت الجلال، وعرف نفسه بالنقائص والآفات لم يتكبر ولم يحسد أحداً على ما آتاه الله). ص 64.
8 ـ (اسم الله) هو الجامع لجميع معاني أسماء الله الحسنى، والمتضمن لسائر صفات الله تعالى، وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: (ولهذا يضيف الله تعالى سائر الأسماء الحسنى إلى هذا الاسم العظيم).
وقد ذكر اسم (الله) في القرءان في (2724) مرة. ص 70 ـ 71.
9 ـ للشيخ السعدي رحمه الله تعالى رأي في حقيقة الاسم الأعظم لله حيث يقول: (بعض الناس يظن أن الاسم الأعظم من أسماء الله الحسنى لا يعرفه إلا من خصه الله بكرامة خارقة للعادة، وهذا ظن خطأ فإن الله تبارك وتعالى حثنا على معرفة أسمائه وصفاته، وأثنى على من عرفها، وتفقه فيها، ودعا الله بها دعاء عبادة وتعبد، ودعاء مسألة، ولا ريب أن الاسم الأعظم منها أولاها بهذا الأمر، فإنه تعالى هو الجواد المطلق الذي لا منتهى لجوده وكرمه، وهو يجب الجود على عباده، ومن أعظم ما جاد به عليهم تعرفه لهم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، فالصواب أن الأسماء الحسنى كلها حسنى، وكل واحد منها عظيم، ولكن الاسم الأعظم منها كل اسم مفرد مقرون مع غيره إذا دل على جميع صفاته الذاتية والفعلية، أو دل على معاني جميع الصفات مثل:
(الله) فإنه الاسم الجامع لمعاني الألوهية كلها، وهي جميع أوصاف الكمال، ومثل: (الحميد المجيد) فإن (الحميد) الاسم الذي دل على جميع المحامد والكمالات لله تعالى، و (المجيد) الذي دل على أوصاف العظمة والجلال ويقرب من ذلك (الجليل الجميل الغني الكريم).
¥