أ- تقديم الاناث على الذكور في قوله " يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ"

ب- ذكر العقم في قوله " وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً" لامثيل لها في القران كله

4. سورة الرحمن تعداد نعم وافق تكرار جملة " فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" احدى وثلاثين مرة في خطاب كلا الثقلين من الانس والجن بأجمل عبارات فقال (الآء) وهي افخم من (نعم) لانها لا مفرد لها ما يدل على تعددها وقال (ربكما) وهي هنا عطاء الربوبية العام للمؤمن والكافر على السواء

5. نأتي لآيات البحار المناطة بالسؤال نلاحظ هذ المقارنة بين السورتين

سورة الرحمن سورة الشورى

· وله · ومن آياته

· الجوار المنشآت في البحر كالاعلام (بزيادة المنشآت) · الجوار في البحر كالاعلام

· (لم يرد أي شيء وانتقل الى موضع أخر) · إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ

فقال في سورة الشورى (ومن آياته) ومن هنا تبعيض أي بعض آياته بينما في الرحمن خصها له بقوله (وله) وهذا مقام تعظيم يناسب مقام بسط النعم " فالاخبار عن الجواري انها له للتنبيه على انشاء البحر للسفن لا يخرجها عن ملك الله " (3) وكذلك " الاشارة الى كونهم منشئيها لا يخرجها من ملكه عز وجل كأن تمام منفعتها انما هو منه عز وجل " (4) لأن " المنشآت بفتح الشين اسم مفعول أي أنشأها الله أو الناس أو المرفوعات الشراع وقال مجاهد:- مله شراع من المنشآت وما لم يرفع له شراع فليس من المنشأت .. وبسر الشين ينشئن الامواج بجريهن أو التي تنشئ السفر إقبالا وادبارا" (5)

6. في سورة الرحمن انتهى الحديث عن السفن والإنعام وانتقل الحديث الى امور اخرى اما في سورة الشورى لم يكن الحديث توسعا في الإنعام بل على العكس في نواقض هذه النعم وقدرته سبحانه على قبض هذه النعم او افسادها على البشر فقال تعالى " إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ" ثم اردف " أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ"

ونلاحظ في ذلك ما يلي:-

أ- اسلوب الشرط في قوله تعالى " إن يشأ يسكن الريح " والعطف على هذا الاسلوب في قوله سبحانه " أَوْ يُوبِقْهُنَّ " وكلا اللفظين يدلان على مشروطية هذه الافعال وتعلقها بقدرته وهذا خلاف بسط النعم دون شرط كما في سورة الرحمن.

ب- ذكر الفظ الفساد في هذه الايات يسكن الريح/ يظللن رواكد / يوبقهن .. وهذا خلاف بسط النعم

ت- ذكر صفات الذين يرون هذه الايات صفات مبالغة وليس صفات عادية فقال سبحانه " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ" فالصبار والشكور مبالغ من صابر وشاكر وهذا لا يتأتى لأغلب الناس.

ث- امتنان المولى عز وجل في اخر الايات على الناس بقوله " وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ" دلالة على ان نعمه سبحانه تفضل وكرم منه وليس جزاء لاعمالنا بل لوكانت جزاء لاعمالنا لهلكنا عدلا تما كما تقول الاية " أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا" ..

هذا كله يصب في موضع عدم التوسع في ذكر النعم في سورة الشورى فكانت لفظة المنشآت موجودة في سورة الرحن خلافا لسورة الشورى لما تقدم من التعليل والله اعلم ...

الهوامش

1) معترك الاقران للسيوطي ج3/ 422

2) برنامج لمسات بيانية للدكتور /فاضل السامرائي قناة الشارقة

3) التحرير والتوير لابن عاشور ج14/ 290 (حسب قرص الموسوعة الشاملة الإصدار الثاني)

4) روح المعاني للالوسي ج27/ 107 (حسب قرص الموسوعة الشاملة الإصدار الثاني)

5) البحر المحيط أبو حيان (حسب قرص الموسوعة الشاملة الإصدار الثاني)

ويمكن الحصولعلى الموضوع من الملف المرفق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015