للمناقشة "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" في أي سياق جاءت؟

ـ[خلوصي]ــــــــ[05 Oct 2008, 07:19 ص]ـ

يمثل هذا الموضوع قضية خطيرة جدا ... و هي تغير معاني الكلمات حتى التي قد نقرؤها صباح مساء و هي في كتاب الله؟! فكيف بما دونها من معاني الأحاديث الشريفة ... و غيرها من المفاهيم الشرعية؟!

أفتونا أيها الصديقون؟

ـ[أبو المهند]ــــــــ[05 Oct 2008, 10:40 م]ـ

قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت؟

الجواب: جاءت في سياق الترغيب والترهيب والبشارة والنذارة والوعد والوعيد

فالسابق قوله تعالى في سورة الزمر:" {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)

واللاحق قوله تعالى: {أمن هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)

وقوله: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} أي: هل يستوي هذا والذي قبله ممن جعل لله أندادا ليضل عن سبيله؟! {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ} أي: إنما يعلم الفرق بين هذا وهذا من له لب وهو العقل. انظر ابن كثير

ومحل الاستشهاد صالح كمثل مرسل على الألسنة يقال في كل مناسبة تستوجب التمييز بين نوعين من الناس، للفت الأنظار إلى الصواب الذي يجب اتباعه، والعكس.

وأعتذر لأني لم أفهم إلا عنوان المشاركة فحسب.

ـ[عصام العويد]ــــــــ[06 Oct 2008, 03:20 ص]ـ

أوضح سؤالك حبيبنا،

فإنك كنت تسأل عن السياق فقط فالجواب مذكور أعلاه، لكن لا أرى في ذلك أيّ قضية خطيرة!.

وإن كنت تسأل عن العلاقة بين أول الآية وآخرها؟ وما هو العلم المراد هنا؟

فلهذا جواب آخر.

سددك ربي،،

ـ[خلوصي]ــــــــ[06 Oct 2008, 06:12 ص]ـ

جزاكما الله خيرا د. خضر و د. عصام ...

إذن هكذا جاء السياق القرآني!

و لكن مفهوم " العلم " و " الجهل " اليوم صار يقاس فقط بقدرة المرء على التأصيل و الاستنباط ... أو بمعرفته للفتاوى أي في الأمور التي اصطلح عليها ب " الفقه " ... أو .... ما هو معروف مما تعلمونه من إطلاقهم ألفاظ " العلم الشرعي " و " الفقه " ... و ضرورة طلب " العلم " بهذا المفهوم الضيق " الاصطلاحي " الذي لا يحسنه إلا فئة من الناس و ليس بالضرورة أن يتوفر عليه الدعاة المخلصون مثلاً؟!

فمثلا ثمة دعاة يركزون على الدعوة الفطرية في إيقاظ التوحيد الفطري في قلوب الناس و الكلام السهل في التفاعل مع أسماء الله الحسنى ... و ما يستتبعه من الكلام في ثواب الله و عقابه و الخوف و الرجاء .... إلخ مما لا يحتاج تلك الدراسة التي تخوّل صاحبها حيازة لفظ " طالب العلم " .... و هي أصلاً المقصود - كما بيّنتم - من السياق القرآني ... و مع ذلك أطلق ربنا عز و جل عليهم وصف " يعلمون " الذي لم نعد نستعمله إلا لصنف تخصصي هو جزء فقط من المعنى الكلي!! ......

أقول ثمة دعاة هذا شأنهم مع أن شأنهم هذا من أجل الشؤون ... و مع ذلك يصد " طلاب العلم " الناس عنهم! و في الحقيقة هم يصدون عن سبيل الله و هم لا يشعرون ... ! مع عظم حاجة الناس إلى هذا اللون من الناصحين الصادقين؟!!

بارك الله فيكم ... و أشكركم على التجاوب الذي أرجو أن يقود إلى تجلية هذا المفهوم تجلية كبيرة ترد الأمور إلى نصابها و تجدد للحقائق الشرعية جلوتها.

.

ـ[عصام العويد]ــــــــ[06 Oct 2008, 06:25 ص]ـ

قال الإمام الرباني الحسن البصري:

" العلم علمان فعلم على اللسان فذلك حجة اللَه على ابن آدم،

وعلم في القلب فذلك العلم النافع "

فضل علم السلف على الخلف (ج 1 / ص 7)

ـ[السامي]ــــــــ[06 Oct 2008, 01:46 م]ـ

المراد بالعلم كما يظهر من سياق الآية والله أعلم أنه العلم المقرون بالعمل

ـ[خلوصي]ــــــــ[10 Oct 2008, 04:00 ص]ـ

قال الإمام الرباني الحسن البصري:

" العلم علمان فعلم على اللسان فذلك حجة اللَه على ابن آدم،

وعلم في القلب فذلك العلم النافع "

فضل علم السلف على الخلف (ج 1 / ص 7)

جزاكم الله خيرا على هذه القبسة البديعة!!

ـ[خلوصي]ــــــــ[10 Oct 2008, 04:02 ص]ـ

المراد بالعلم كما يظهر من سياق الآية والله أعلم أنه العلم المقرون بالعمل

و جزاكم الله خيرا على هذا الإثراء ... و لعلك تقصد أستاذي الكريم: العلم المقتضي للعمل في هذا السياق.

ـ[خلوصي]ــــــــ[18 Oct 2008, 07:49 م]ـ

و هكذا أيها الإخوة و الباحثون و الأساتذة ... رأينا كيف أن ثمّة خللاً كارثيّاً يكمن في فهومنا للمفاهيم الشرعية حتى الأساسية منها ... !!

إلا أن ذلك خفي لا يظهر .. !؟ فعندما نقرأ هذه الآيات نفهمها في سياقها و لا نستشكل شيئا منها .... و عندما نتعامل مع مفهومها في الواقع و مع الاستشهاد بها و الاستدلال بها نرى كيف يلتبس الأمر على الناس و هم لا يشعرون .. !؟

فهل توافقون على المضي قدما في تجلية المسائل الأخرى .. ؟ و عندها يمكن تغيير العنوان أو يبقى كما هو؟

خادمكم ... الفقير العاجز: خلوصي.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015