ب- قال شيخ الإسلام أيضاً: "ومن هنا يظهر عما ذكره ابن حزم وغيره في حديث النزول حيث قال النبي r: " ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر".

فقالوا: قد ثبت أن الليل يختلف بالنسبة إلى الناس فيكون أوله ونصفه وثلثه بالمشرق قبل أوله ونصفه وثلثه بالمغرب قالوا فلو كان النزول هو النزول المعروف للزم أن ينزل في جميع أجزاء الليل إذ لا يزال في الأرض ليل قالوا أو لا يزال نازلا وصاعدا وهو جمع بين الضدين.

وهذا إنما قالوه لتخيلهم من نزوله ما يتخيلونه من نزول أحدهم وهذا عين التمثيل ثم إنهم بعد ذلك جعلوه كالواحد العاجز منهم الذي لا يمكنه أن يجمع من الأفعال ما يعجز غيره عن جمعه وقد جاءت الأحاديث بأنه يحاسب خلقه يومالقيامة كل منهم يراه مخليا به ويناجيه لا يرى أنه متخليا لغيره ولا مخاطب لغيره, وقد قال النبي r: " إذا قال العبد الحمد لله رب العالمين يقول الله حمدني عبدي وإذا قال الرحمن الرحيم قال الله أثنى علي عبدي".

فكل من الناس يناجيه والله تعالى يقول لكل منهم ذلك ولا يشغله شأن عن شأن, وذلك كما قيل لابن عباس كيف يحاسب الله تعالى الخلق في ساعة واحدة فقال: كما يرزقهم في ساعة واحدة.

ومن مثل مفعولاته التي خلقها بمفعولات غيره فقد وقع في تمثيل المجوس القدرية فكيف بمن مثل أفعاله بنفسه أو صفاته بفعل غيره وصفته.

يقال لهؤلاء أنتم تعلمون أن الشمس جسم واحد وهي متحركة حركة واحدة متناسبة لا تختلف ثم إنه بهذه الحركة الواحدة تكون طالعة على قوم, وغاربة عن آخرين, وقريبة من قوم وبعيدة من آخرين؛ فيكون عند قوم عنها ليل وعند قوم نهار وعند قوم شتاء وعند قوم صيف وعند قوم حر وعند قوم برد؛ فإذا كانت حركة واحدة يكون عنها ليل ونهار في وقت واحد لطائفتين وشتاء وصيف في وقت واحد لطائفتين فكيف يمتنع على خالق كل شيء الواحد القهار أن يكون نزوله إلى عباده ونداه إياهم في ثلث ليلهم, وإن كان مختلفا بالنسبة إليهم وهو سبحانه لا يشغله شأن عن شأن ولا يحتاج أن ينزل عن هؤلاء ثم ينزل على هؤلاء بل في الوقت الواحد الذي يكون ثلثا عند هؤلاء وفجرا عند هؤلاء يكون نزوله إلى سماء هؤلاء الدنيا وصعوده عن سماء هؤلاء الدنيا فسبحان الله الواحد القهار سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين".

[بيان تلبيس الجهمية (2|229)].

انتهى كلام أخينا المذكور و أظنه فيه الكفاية و الله اعلم.

ـ[الجكني]ــــــــ[24 Sep 2008, 07:57 م]ـ

فأشكل علي تصور ذلك،

أخي محمد بن جماعة حفظك الله ورعاك ك والله إني أحبك لله وفي الله.

أخي الكريم:

من نعمة الله تعالى أنه لم يكلفنا ولم يطلب منا مااستشكلته.

آمنا بالله وبما جاء من عندالله على مراد الله، وآمنا برسول الله وماجاء به رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[24 Sep 2008, 09:18 م]ـ

أتشرف هنا بأن أنقل لك نصَّ كلام أخينا المفضال / عبد الباسط بن يوسف الغريب من موضوعه المعنون: "الجواب على أن ثلث الليل الآخر يتكرر كل لحظة على مدار اليوم والليلة "، و ذلك بملتقى أهي الحديث.

....

جزاك الله خيرا على هذه النقول، أخي الكريم.

أخي محمد بن جماعة حفظك الله ورعاك ك والله إني أحبك لله وفي الله.

أخي الكريم:

من نعمة الله تعالى أنه لم يكلفنا ولم يطلب منا مااستشكلته.

آمنا بالله وبما جاء من عندالله على مراد الله، وآمنا برسول الله وماجاء به رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لقد أسعدتني والله بهذه الكلمات، أخي الجكني. وأحبك الله الذي أحببتني فيه. وأسأل الله أن يجمعنا في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.

وقد كنت مترددا في طرح السؤال لعدم رغبتي في طرح المسائل الخلافية كما ذكرها أهل الكلام. غير أنني طمعت في العثور على توجيه مناسب للفهم.

وما العمل إذا كنتُ شخصا شديد الفضول في المعرفة، ولا أحب المرور على شيء مما أقرأه من القرآن والسنة دون أو فهم؟

في تقديري: أن المسلم مطالب ببذل أقصى الجهد في الفهم ومعرفة مراد الله عز وجل، ورسوله صلى الله عليه وسلم. ثم يعترف بنسبية فهمه. وإذا عجز عن الفهم، يقول: (آمنت بالله وبما جاء من عند الله على مراد الله، وآمنت برسول الله وما جاء به رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم).

زادني الله وإياكم علما وفهما.

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[24 Sep 2008, 10:42 م]ـ

وقد كنت مترددا في طرح السؤال لعدم رغبتي في طرح المسائل الخلافية كما ذكرها أهل الكلام. غير أنني طمعت في العثور على توجيه مناسب للفهم.

وما العمل إذا كنتُ شخصا شديد الفضول في المعرفة، ولا أحب المرور على شيء مما أقرأه من القرآن والسنة دون أو فهم؟

أحسنت أخي الفاضل ...

وكلنا ذاك الرجل ..

ومن منا يرغب أن يفوته أمر ورد في القرآن الكريم أو السنة المطهرة ثم يمر عليه دون تدبر وفهم؟

فالحمد لله أن قيض من خلقه علماء عرفوا الحق وفهموا مراد الله فبلغوه عباده، وكانوا أئمة ومنارات هدى.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015