جزاك الله خيراً أخي الفاضل على هذا الجمع الطيب وأقدم لك ما طبعته من برنامج لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي في سورة التين للفائدة

ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[14 Oct 2008, 12:06 م]ـ

أخي عبد العزيز الداخل:

جمع جيد وفقك الله، ولكن آمل أن يتسع صدرك لبعض الملحوظات:

.

ولم لا يتسع الصدر؟!!

بل يسرني ذلك فإن النقد دليل العناية والاهتمام، ونقد أهل العلم والنصح يقوم العمل ويقويه

والحمد لله أنه جمع جيد.

1 - هناك أحيانا تكرار لاداعي له، ففي ص 20 وص 82 نقل لأبي حيان من البحر ثم من النهر والكلام نفسه.

.

التكرار سمة بارزة في الكتاب لأنه جامع لعدد كبير من الكتب، والتكرار في كتب التفاسير كثير جداً، وهذا التكرار له فوائده حتى وإن تعددت التفاسير لمفسر واحد، فإن المفسر قد يكون له في اختصاره اختيار يخالف ما اختاره في تفسيره الذي اختصر منه

وتأمل –بارك الله فيك- هذا المثال:

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاحِدِيُّ (ت:468هـ): (ثُمَّ ذَكَرَ أَنْ يَسْأَلَهُمْ: عَمَّا ذَا؟ فَقَالَ: {عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ}. وَهُوَ الْقُرْآنُ فِي قَوْلِ الْجَمِيعِ). [الوسيط: 4/ 411]

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاحِدِيُّ (ت:468هـ): (ثُمَّ بَيَّنَ فقَالَ: {عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ} يَعْنِي: الْبَعْثَ). [الوجيز: 2/ 1165]

وكلاهما للواحدي، ففي الوسيط عبارته تدل على نقل الإجماع في هذه المسألة، وخالف ذلك في الوجيز.

على أن الأمر ينبغي أن يتحقق منه أكثر لأن محقق الوجيز جعل قوله: [يعني البعث] بين معكوفين، وكتب في التعليق: ما بين المعكوفين ليس في الأصل، وهو قد انتقد الطبعات السابقة للكتاب، وذكر أنه حقق الكتاب على عدة نسخ خطية ثم قابلها على المطبوع فوجد أخطاء كثيرة (انظر: الوجيز:1/ 65 مقدمة التحقيق).

وهناك فوائد أخرى للتكرار منها اكتشاف أخطاء النسخ وسبق القلم والانتقال الذهني

فمثال الأخطاء الطباعية:

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُرْطُبِيُّ (ت:671هـ): (وَقِيلَ: {عَمَّ} بِمَعْنَى: فِيمَ يَتَشَدَّدُ الْمُشْرِكُونَ ويَخْتَصِمُونَ). [الجامع لأحكام القرآن: 19/ 170]

قالَ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت:880هـ): (وقيلَ: {عَمَّ} قَسَمٌ، فَشَدَّدَ المشرِكُونَ أَيْنَ يَخْتَصِمُونَ). [اللباب في علوم الكتاب: 20/ 92]

ومثال انتقال الذهن:

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت:207هـ): (قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ}.يُقَالُ: عَنْ أَيِّ شَيْءٍ يَتَسَاءَلُونَ؟ يَعْنِي: قُرَيْشًا). [معاني القرآن: 3/ 227]

قالَ فَخْرُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الرَّازِيُّ (ت:604هـ): (المسألةُ الخامسةُ: التساؤُلُ هو أن يَسألَ بعضُهم بعضًا، كالتقابُلِ، وقد يُستعمَلُ أيضًا في أنْ يَتَحَدَّثُوا به وإن لم يكنْ مِن بعضِهم لبعضٍ سؤالٌ، قالَ تعالى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ}، {قالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ}. فهذا يَدُلُّ على معنى التحَدُّثِ، فيكونُ معنى الكلامِ: عَمَّ يَتحدثونَ. وهذا قولُ الْفَرَّاءِ). [مفاتيح الغيب: 31/ 4]

قلت:

قوله: (وهذا هو قول الفراء شرح لما تقدم نقله عن الفراء، لا أن ما سبق هو نص كلام الفراء).

قالَ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت:880هـ): (فَصْلٌ

قالَ الْفَرَّاءُ: السُّؤَالُ هُوَ أَنْ يَسْأَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا كالتَّقَابُلِ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ أيضا في أَنْ يَتَحَدَّثُوا به، وإن لم يَكُنْ بَيْنَهُمْ سؤالٌ، قالَ تَعَالَى: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ قالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ} [الصَّافَّاتِ: 50، 51] الآيَةَ، وهذا يَدُلُّ على التَّحَدُّثِ). [اللباب في علوم الكتاب: 20/ 92]

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015