ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Sep 2009, 03:37 م]ـ

يقول بن عثيمين رحمه الله تعالى:

"وقوله: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} قيل: إن المراد به كل الخلق، فالخلق إما شفع وإما وتر، والله عز وجل يقول: {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ}. [الذاريات: 49] والعبادات إما شفع وإما وتر، فيكون المراد بالشفع والوتر كل ما كان مخلوقًا من شفع ووتر، وكل ما كان مشروعًا من شفع ووتر، وقيل: المراد بالشفع الخلق كلهم، والمراد بالوتر الله عز وجل. واعلم أن قوله والوتر فيها قراءتان صحيحتان (والوِتر) و (الوَتر) يعني لو قلت (والشفع والوِتر) صح ولو قلت (والشفع والوَتْر) صح أيضًا، فقالوا إن الشفع هو الخلق؛ لأن المخلوقات كلها مكونة من شيئين {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} والوَتْر أو الوِتر هو الله لقول النبي - صلى الله عليه وسلّم -: (إن الله وتر يحب الوتر)، وإذا كانت الآية تحتمل معنيين ولا منافاة بينهما فلتكن لكل المعاني التي تحتملها الآية، وهذه القاعدة في علم التفسير أن الآية إذا كانت تحتمل معنيين وأحدهما لا ينافي الاخر فهي محمولة على المعنيين جميعًا. "

يتبع

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Sep 2009, 03:38 م]ـ

يقول بن عثيمين رحمه الله تعالى:

"قال تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} أقسم الله أيضًا بالليل إذا يسري، والسري هو السير في الليل، والليل يسير يبدأ بالمغرب وينتهي بطلوع الفجر فهو يمشي زمنًا لا يتوقف، فهو دائمًا في سريان، فأقسم الله به لما في ساعاته من العبادات كصلاة المغرب، والعشاء، وقيام الليل، والوتر وغير ذلك، ولأن في الليل مناسبة عظيمة وهي أن الله عز وجل ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول: (من يسألني فأعطيه، من يدعوني فأستجيب له، من يستغفرني فأغفر له) ولهذا نقول: إن الثلث الآخر من الليل وقت إجابة، فينبغي أن ينتهز الإنسان هذه الفرصة فيقوم لله عز وجل يتهجد ويدعو الله سبحانه بما شاء من خير الدنيا والاخرة لعله يصادف ساعة إجابة ينتفع بها في دنياه وأخراه."

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Sep 2009, 03:54 م]ـ

وهذا كلام بن كثير رحمه الله تعالى من مختصر بن كثير:

" {والفجر. وليال عشر. والشفع والوتر. والليل إذا يسر. هل في ذلك قسم لذي حجر. ألم تر كيف فعل ربك بعاد. إرم ذات العماد. التي لم يخلق مثلها في البلاد. وثمود الذين جابوا الصخر بالواد. وفرعون ذي الأوتاد. الذين طغوا في البلاد. فأكثروا فيها الفساد. فصب عليهم ربك سوط عذاب. إن ربك لبالمرصاد}

أمّا الفجر فعروف وهو الصبح، وعن مسروق: المراد به فجر يوم النحر خاصة، وهو خاتمة الليالي العشر، وقيل: المراد بذلك الصلاة التي تفعل عنده.

والليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة وهو قول ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف وقد ثبت في صحيح البخاري: (ما من أيام العمل الصالح أحب إلى اللّه فيهن من هذه الأيام (يعني عشر ذي الحجة، قالوا: ولا الجهاد في سبيل اللّه؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل اللّه، إلا رجُلاً خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء) " أخرجه البخاري عن ابن عباس مرفوعاً ".

وقيل: المراد بذلك العشر الأول من المحرم، عن ابن عباس: {وليال عشر} قال: هو العشر الأول من رمضان، والصحيح القول الأول. روي عن جابر يرفعه: (إن العشر عشر الأضحى، والوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر) " أخرجه أحمد والنسائي وابن أبي حاتم، قال ابن كثير: إسناد رجاله لا بأس بهم والمتن في رفعه نكارة ".

وقوله تعالى: {والشفع والوتر} الوتر يوم عرفة لكونه التاسع، والشفع يوم النحر لكونه العاشر، قاله ابن عباس: قول ثان: عن واصل بن السائب قال: سألت عطاء عن قوله تعالى: {والشفع والوتر} قلت: صلاتنا وترنا هذا؟ قال: لا، ولكن الشفع يوم عرفة والوتر ليلة الأضحى.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015