ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[18 Oct 2008, 12:32 ص]ـ
((مجرد رأي))
في عشر ذي الحجة اجتماع أمهات العبادة، وهي الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره .. وهي أفضل أيام السنةِ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أيَّام العَملِ الصَّالحُ فِيهِنَّ أحَبُّ إلى الله - تعَالَى - مِنْ عَشْرِ ذِي الحجَّةِ» فتكون هذه الأيام وعاء لكل عمل خير .. وفي غيرها خص بعمل أو أعمال معينة ..
ولعل في القسم بالفجر الذي هو ضوء الصباح .. ما يدل على الإشارة لاستقبال يوم جديد فيه انفجار الصبح .. روى ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس قال: يريد صبيحة يوم النحر؛ لأن الله تعالى جعل لكل يوم ليلة قبله إلا يوم النحر لم يجعل له ليلة قبله ولا ليلة بعده؛ لأن يوم عرفة له ليلتان ليلة قبله وليلة بعده، فمن أدرك الموقف الليلة التي بعد عرفة فقد أدرك الحج إلى طلوع فجر يوم النحر، وهذا قول مجاهد.
وقد جاء في مسند الإمام أحمد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(إن العشر عشر الأضحى والوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر) وقد ضعفه بعض أهل العلم.
وأما من يحتج بقول (ليال) ولم يقل (أيام) فالعرب تطلق الليالي وتريد الأيام , ولو تأملنا في القرآن نجد أن ما أريد به منفعة دينية يعبر عنها بالليالي؛ لأنها ترتبط بالأهلة
وأيضا على قول جماهير أهل التأريخ والتفسير أن عشر ذي الحجة هي التي أتمها الله لموسى في قوله تعالى: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة فأتممناها بعشر .. ) فالميقات الأول لموسى هو شهر ذي القعدة ثم زاده الله العشر من ذي الحجة فيصبح على هذا أن الله كلم موسى في يوم النحر عند جبل الطور .. ونلحظ أن القرآن عبر عن تلك العشر بالليالي ..
وقد يقال أيضا سُميت ليال عشر؛ لأنها تسعة أيام وعشر ليال.
وأما من يقول: لو كانت العشر عشر ذي الحجة لقال: عشرة .. فإما أن يقال:
أن الغالب في ألسنة الصحابة والتابعين غلبة الليالي للأيام , حتى إن من كلامهم: " صمنا خمسا " يعبرون به عن الليالي , وإن كان الصوم في النهار ..
وقد سمع الكسائي يقول: صمنا من الشهر خمساً.
أو يقال: على قاعدة إذا حذف الموصوف وهو المعدود ففي مثل ذلك يجوز التاء وتركها في العدد ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: (وأتبعه ستا من شوال .. )
وثمة سؤال لمن يقول إنها: عشر رمضان .. ماذا يكون تفسير (الشفع والوتر) وأقصد تفسيرا مقنعا وإلا فالأقوال كثيرة؟
فيوم عرفة: وتر؛ لأنه تاسعها، ويوم النحر: شفع؛ لأنه عاشرها ..
ولقد أعظمت هذين اليومين!! وتعريف (الشفع والوتر) يدل على أنهما معروفان وبأنهما الشفع والوتر من الليالي العشر.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 صلى الله عليه وسلمug 2009, 01:32 م]ـ
للشيخ عبدالرحمن حبنكة في كتابه (معارج التفكر ومعالم التدبر) كلام جيد في تفسيره لسورة الفجر حول المقصود بالليالي العشر، يصلح للمدارسة هنا فلو نقله لنا أحد الزملاء إن كان في وقته فُسحَة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 صلى الله عليه وسلمug 2009, 02:49 م]ـ
إن التأمل في العلاقة بين الأمور الخمسة المقسم بها قد يكون مفتاح الوصول إلى القول الراجح في المسألة.
ثم لماذا نُكرت الليالي دون بقية الأمور المقسم بها؟
اللهم وفقنا لفهم كتابك.
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[30 صلى الله عليه وسلمug 2009, 05:25 م]ـ
جزاكم الله خيراً ..
من باب التدبّر والمدارسة أقول:
إلحاقاً بما ذكره بعض الأفاضل:
تنكير لفظ "الليالي"في قوله تعالى: (وليالٍ عشر) يدلّ على أنها ليست بليالٍ مخصوصة محدّدة، وإنما هي ليالٍ عشر شريفة .. قد تكون العشر الأول من ذي الحجة أو الأواخر من رمضان أو غير ذلك.
ومثل هذا الموضع في القرآن قوله تعالى: (ووالدٍ وما ولد) في سورة البلد؛ حيث تعدّدت أقوال أهل العلم ثمة، وذهب العديد من المحققين إلى أنه قسم يتناول عموم الوالد وعموم المولود، وليس ما ورد عن السلف في تفسيرها بمتعارضٍ، إنما هو اختلاف تنوّع؛ بأن يضرب كلٌّ منهم مثالاً على الوالد والمولود، والله أعلم.
وأقول:
لو كان المراد عشراً من الليالي خاصة دون غيرها لقال: "والليالي العشر" معرّفة، حتى تدلّ على إرادةِ مخصوصٍ دون غيره، فلما نكّرها عرفنا أنها عامةٌ في كلّ عشر شريفة من الليالي.
¥