ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Sep 2008, 05:38 ص]ـ

والقرآن نزل على العرب وبلغتهم، وقد كانت النعامة جزء من حياتهم، واسمع ما يقوله فارس النعامة الشاعر العربي المشهور:

قربا مربط النعامة مني* جد نوح النساء بالإعوال

قربا مربط النعامة مني * شاب رأسي وأنكرتني الفوالي

قربا مربط النعامة مني * للشرى والغدو والآصال

قربا مربط النعامة مني * طال ليلي على الليالي الطوال

قربا مربط النعامة مني * لاعتناق الأبطال بالأبطال

قربا مربط النعامة مني * واعدلا عن مقالة الجهال

قربا مربط النعامة مني * ليس قلبي عن القتال بسال

قربا مربط النعامة مني * كلما هب ريح ذيل الشمال

قربا مربط النعامة مني* لبجير مفكك الأغلال

قربا مربط النعامة مني * لكريم متوج بالجمال

قربا مربط النعامة مني * لا نبيع الرجال بيع النعال

فالقرآن الكريم يحث المطالع فيه على التأمل في هذا الملكوت والتفكر في بديع ما صنع المليك، ليس غريبا أن تجبرنا عباراته على التأمل والتفكر، والله أعلم وأحكم.

الأخ العزيز أبو الأشبال رعاه الله

النعامة في القصيدة ليست الحيوان المعروف بالنعامة، وإنما هي اسم لفَرَسِ الحارث بن عباد البكري. فالاستشهاد بهذه الأبيات الجميلة ليس مناسباً في موضوعنا هذا. وقد ذكرت العرب الطائر المعروف بالنعامة في أشعارها كثيراً وضربت بها الأمثال في أمور كثيرة.

وأما ما تفضلتم باستظهاره من قوله تعالى: (ولا طائر يطير بجناحيه) فيكفي في بيان وجه الصواب فيه ما نقلتموه عن الطبري، فليس معناه أن الآية إشارة إلى الطائر الذي لا يطير إلا بجناحيه فحسب، وإنما هو على سبيل التأكيد، ولو كان على سبيل التمييز لكانت كما ذكر أستاذنا الدكتور فهد الرومي وفقه الله.

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[19 Sep 2008, 05:40 ص]ـ

يكون تمييزا لو كانت النعامة أو غيرها تطير بقدميها لا بجناحيها فتأمل

جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل فهد فهمت.

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[19 Sep 2008, 05:43 ص]ـ

السلام عليكم و رحمة الله

أخي عبد الجبار، وفقني الله و إياك لما يحب و يرضى.

إن التأمل و التدبر في الكلمات إنما يكون في سياق الاية و دلالاتها - الظاهرة منها أو الخفية -.

يقول سبحانه و تعالى: (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُون) سورة الانعام

محاولة التمييز بين ما يطير بجناحيه، و ما له جناح و لا يطير - بل يدب على الارض - كالنعامة مثلا، تحصر الاية الكريمة في أمم (أصناف) دون أخرى. قد يقول أحدهم: و أين الاسماك التي تسبح في الماء؟ و النبات الذي لا يتحرك من مكانه؟ و هل نصنف أيضا الكائنات المجهرية؟

الله سبحانه و تعالى يعمم النعم و لايخصصها.

يقول عز من قائل: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) سورة إبراهيم 34 و سورة النحل 18.

و هذا التعميم يدعمه نكرة كلمة "أمم". فالله سبحانه و تعالى لم يقل "الامم".

بل، زاد الله سبحانه و تعالى تعميما للامم في قوله عز من قائل: (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ)

أخرج ابن جرير رحمه الله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: أنزل في هذا القرآن كل علم، وميزّ لنا فيه كل شيء ولكنّ علمنا يقصْر عما بين لنا في القرآن.

ما هو الدرس الذي نستفيده من الاية الكريمة؟ أين الانسان من هذه الاية؟

إنها كلمة (ٌ أَمْثَالُكُم).

إنها المماثلة.

قال الإمام الطبري في هذه الآية في تفسيره جامع البيان عن تأويل القرءان "جعلها أجناسا مجنسة وأصنافا مصنفة تعرف كما تعرفون وتتصرف فيما سخرت له كما تتصرفون ومحفوظ عليها ما عملت من عمل لها وعليها ومثبت كل ذلك من أعمالها في أم الكتاب ".

و الله أعلم.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أخي الفاضل محمد وفقني الله و إياك لما يحب و يرضى.

وجزاك الله تعالى كل خير على الإضافة الطيبة.

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[19 Sep 2008, 05:44 ص]ـ

الأخ العزيز أبو الأشبال رعاه الله

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015