ثلاثون تطبيقا عمليا على "علم مقاصد السور" فهل مِن جوادٍ يتفضل بالمزيد؟

ـ[عصام العويد]ــــــــ[16 Sep 2008, 01:47 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، وبعد:

أحبتي،، سبق وأن طُرح موضوع "علم مقاصد السور" طرحاً نظرياً، والآن أود أن أطرحه تطبيقاً عملياً، وقد وجدت من التطبيقات العملية في هذا العلم من كلام السلف وكذا عن المحققين من أهل العلم شيئا ليس بالقليل، وعن غيرهم أيضاً.

فأذكر ما وقفت عليه، ثم أرجو من الإخوة الفضلاء التذييل عليه أو الاستدراك بالتعقب والتصويب ونحو ذلك، سواء بما وقفوا عليه من كلام أهل العلم،أو بما أداه إليه اجتهادهم، فإنما هي مباحثة بين أهل الفن.

علماً بأن اختلاف الأنظار في هذا العلم باب واسع، والجزم بشيء منه ليس بالأمر الهين، لكنها غلبة ظن قد تبلغ اليقين بالقرائن.

ولو لم يكن من هذا العلم إلا اضطرار صاحبه لكثرة التدبر في السورة وآياتها لكفاه فضلا، كيف وقد ارتقى درجاته أئمة من السلف والخلف، زادني الله وإياكم علما وعملا بكتابه العظيم.

ولعلي أنبه على محذور في طريقة اثنين من أهل العلم:

أما الأول: فالبقاعي رحمه الله فقد تتبعت مقاصده وقرنتها بما جاء عن السلف فما وجدته يوافقهم إلا في النادر جدا.

وأما الثاني: فالمحقق النحرير ابن عاشور فليست طريقته طريقة أهل المقاصد، وإنما في الغالب يسرد موضوعات السورة سردا، وليس هذا هو المراد كما هو ظاهر فيما ستقرأ من كلام السلف ومن سار على طريقتهم، وفقنا الله جميعا لهداه.

وأبدأها بذكر مقصد ثلاثين سورة، وقد تجمع لدي مجموعة أخرى لعلي أذكرها لاحقا بإذن الله:

1) سورة الفاتحة: هي أم القرآن، جمعت علوم القرآن كاملة على جهة الإجمال، بل هي أم الكتب السماوية قاطبة.

مقصودها جمع علوم القرآن بحيث تكون كالمقدمة لكتاب الله ?، والفاتحة لجميع مقاصده وأغراضه، ولذا أخرج البخاري () عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ?: أم القرآن: هي السبع المثاني والقرآن العظيم.

ولذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: وقد جاء مأثورا عن الحسن البصري رواه ابن ماجه وغيره: أن الله أنزل مائة كتاب و أربعة كتب جمع علمها في الأربعة، وجمع علم الأربعة فى القرآن، وجمع علم القرآن فى المفصل، وجمع علم المفصل فى أم القرآن ... ().

2) سورة البقرة: سمعت معالي الشيخ صالح آل الشيخ يقول: هي في الضرورات الخمس، ولشيخ الإسلام كلام طويل في ما اشتملت عليه السورة، وأن آخر آيتين منها تضمنتا مقصود السورة كاملة.

3) سورة النساء: هي في الضعفاء ووجوب العدل في شأنهم. وقد خبرت ذلك مرارا، ودارست فيه عددا من أهل العلم وكلهم رأوا ذلك فليحرر.

4) سورة المائدة: هي في العهود والمواثيق وقد نص العلامة الشيخ عبدالرزاق عفيفي على ذلك في شريط مطول له في بيان مقصودها.

5) سورة الأنعام: هي في توحيد الألوهية، ذكر ذلك ابن عاشور والسعدي وجماعة وهو ظاهر لمن تأمل السورة.

6) سورة براءة: وهي في المنافقين.

عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس سورة التوبة قال التوبة قال بل هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم حتى ظنوا أن لا يبقى منا أحد إلا ذكر فيها ().

قال سفيان بن عيينة: هذه السورة نزلت في المنافقين (). وقال القرطبي: هذه السورة نزلت في المنافقين وبالسيف ().

7) سورة الأنفال: وهي سورة بدر.

عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة الأنفال؟ قال: تلك سورة بدر ().

قال ابن العربي: قوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (17) سورة الأنفال، هي من توابع ما تقدم وروابطه فإن السورة هي سورة بدر كلها ().

وقال الثعالبي: ولا خلاف أن هذه السورة نزلت في شأن بدر وأمر غنائمه ().

8) سورة يوسف: في تفريج الكربات ذكر ذلك شيخ الإسلام.

9) سورة النحل: و تسمى سورة النعم.

عن قتادة في قوله {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً} إلى قوله {كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ} (81) سورة النحل، قال: ولذلك هذه السورة تسمى سورة النعم ().

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015