وفي الصحيحين عنه أنه كان يقول: «اللهم اغفر لي خطيئتي، وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر هزلي، وجدي، وخطئي، وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على شيء قدير».

والغنى عن الحاجة من خصائص الربوبية، فأما العبد فكماله في حاجته إلى ربه وعبوديته وفقره وفاقته، فكلما كانت عبوديته أكمل كان أفضل، وصدور ما يحوجه إلى التوبة والاستغفار مما يزيده عبودية وفقرًا وتواضعًا.

ومن المعلوم أن ذنوبهم ليست كذنوب غيرهم، بل كما يقال (حسنات الأبرار سيئات المقربين)، لكن كل يخاطب على قدر مرتبته، وقد قال ?: «كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون». أ. هـ.

وكلامه رحمه الله تعالى في هذا الباب كثير ونفيس ولولا الإطالة لنقلته برمته فراجعه هناك، والله تعالى أعلم.)) انتهى كلام الشيخ ناصر الفهد

وأما الشيخ الألباني رحمه الله فيرى عدم صحة هذا الأثر:

((342" لما حملت حواء طاف بها إبليس , و كان لا يعيش لها ولد , فقال: سميه عبد الحارث , فسمته: عبد الحارث , فعاش , و كان ذلك من وحي الشيطان و أمره ".

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 516):

$ ضعيف.

أخرجه الترمذي (2/ 181 - بولاق) و الحاكم (2/ 545) و ابن بشران في

" الأمالي " (158/ 2) و أحمد (5/ 11) و غيرهم من طريق عمر بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن عن # سمرة بن جندب # مرفوعا , و قال الترمذي: حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة , و قال الحاكم: صحيح الإسناد و وافقه الذهبي.

قلت: و ليس كما قالوا , فإن الحسن في سماعه من سمرة خلاف مشهور , ثم هو مدلس و لم يصرح بسماعه من سمرة و قال الذهبي في ترجمته من " الميزان ": كان الحسن كثير التدليس , فإذا قال في حديث: عن فلان , ضعف احتجاجه.

قلت: و أعله ابن عدي في " الكامل " (3/ 1701) بتفرد عمر بن إبراهيم و قال:

و حديثه عن قتادة مضطرب , و هو مع ضعفه يكتب حديثه.

و مما يبين ضعف هذا الحديث الذي فسر به قوله تعالى * (فلما آتاهما صالحا جعلا

له شركاء فيما آتاهما ... ) * الآية , أن الحسن نفسه فسر الآية بغير ما في حديثه

هذا , فلو كان عنده صحيحا مرفوعا لما عدل عنه , فقال في تفسيرها: كان هذا في

بعض أهل الملل و لم يكن بآدم , ذكر ذلك ابن كثير (2/ 274 - 275) من طرق عنه

ثم قال: و هذه أسانيد صحيحة عن الحسن أنه فسر الآية بذلك , و هو من أحسن

التفاسير و أولى ما حملت عليه الآية , و انظر تمام كلامه فإنه نفيس , و نحوه في

" التبيان في أقسام القرآن " (ص 264) لابن القيم.

وقد أجاب الشيخ عبد الله الأحمري أحد المتخصصين في الحديث على حجج الشخ ناصر الفهد فقال:

((الحديث لا يصح مرفوعاً ولا موقوفاً

قيل:"هذا الحديث ثابت صحيح بلا ريب فقد روي عن ابن عباس من وجوه ذكرها ابن جرير وغيره كما يلي ... " ثم أورد تلك الوجوه!!؟

قلت: وجميع تلك الطرق لا تثبت عند التحقيق وإليك البيان:

الوجه الأول: مداره على خصيف بن عبدالرحمن، وهو سيء الحفظ،وكان يخلط كما قال أبو حاتم،وقال أحمد: شديد الاضطراب في المسند، وقال أبوداود: مضطرب الحديث. وقال الدارقطني: يعتبر به يهم. وقال ابن حبان بعد كلام: كان يخطيء كثيراً فيما يروي،وينفرد عن المشاهير بمالايتابع عليه،وهو صدوق في روايته،إلا أن الإنصاف في أمره،قبول ماوافق الثقات من الروايات،وترك مالايتابع عليه ... ".

فهذا الوجه منكر لايصح،بل شديد النكارة، لايرتاب من له عناية بالحديث في ذلك، فأين أصحاب سعيد ابن جبير الثقات الملازمين له – كأيوب السختياني وجعفر اليشكري وعمرو بن دينار وحبيب بن أبي ثابت - عن هذه الرواية حتي يدخل عليهم خصيف بن عبدالرحمن.

الوجه الثاني: طريق داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015