قوله تعالى: {وامرأته قائمة} ابتداء وخبر أي قائمة بحيث ترى الملائكة قيل: كانت من وراء الستر وقيل: كانت تخدم الملائكة وهو جالس وقال محمد بن إسحق: قائمة تصلي وفي قراءة عبد الله بن مسعود (وامرأته قائمة وهو قاعد)
قوله تعالى: {فضحكت} قال مجاهد وعكرمة: حاضت وكانت آيسة تحقيقا للبشارة وأنشد على ذلك اللغويون:
(وإني لآتي العرس عند طهورها ... وأهجرها يوما إذا تك ضاحكا)
وقال آخر:
(وضحك الأرانب فوق الصفا ... كمثل دم الجوف يوم اللقا)
والعرب تقول: ضحكت الأرنب إذا حاضت وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وعكرمة أخذا من قولهم: ضحكت الكافورة - وهي قشرة الطلعة - إذا انشقت وقد أنكر بعض اللغويين أن يكون في كلام العرب ضحكت بمعنى حاضت وقال الجمهور: هو الضحك المعروف واختلفوا فيه فقيل: هو ضحك التعجب قال أبو ذؤيب (فجاء بمزح لم ير الناس مثله ... هو الضحك إلا أنه عمل النحل)
وقال مقاتل: ضحكت من خوف إبراهيم ورعدته من ثلاثة نفر وإبراهيم في حشمه وخدمه وكان إبراهيم يقوم وحده بمائة رجل قال: وليس الضحاك الحيض في اللغة بمستقيم وأنكر أبو عبيد والفراء ذلك قال الفراء: لم أسمعه من ثقة وإنما هو كناية وروي أن الملائكة مسحت العجل فقام من موضعه فلحق بأمه فضحكت سارة عند ذلك فبشروها بإسحق ويقال: كان إبراهيم عليه السلام إذا أراد أن يكون أضيافه أقام سارة تخدمهم فذلك قوله: {وامرأته قائمة} أي قائمة في خدمتهم ويقال: (قائمة) لروع إبراهيم (فضحكت) لقولهم: (لا تخف) سرورا بالأمن.
وقال الفراء: فيه تقديم وتأخير المعنى: فبشرناها بإسحاق فيه أقوال: أحسنها - أنهم لما لم يأكلوا أنكرهم وخافهم فلما قالوا لا تخف وأخبروه أنهم رسل الله فرح بذلك فضحكت امرأته سرورا بفرحه وقيل: إنها كانت قالت له: أحسب أن هؤلاء القوم سينزل بهم عذاب فضم لوطا إليك فلما جاءت الرسل بما قالته سرت به فضحكت قاله النحاس: وهذا إن صح إسناده فهو حسن والضحك انكشاف الأسنان ويجوز أن يكون الضحك إشراق الوجه تقول: رأيت فلانا ضاحكا أي مشرقا وأتيت على روضة تضحك أي مشرقة.
ـ[المرتضى]ــــــــ[19 Oct 2008, 12:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا أختي الكريمة ...
الحمد لله أن وجد علماء قالوا بمثل ما قلت ..
بارك الله لك ..