ـ[المرتضى]ــــــــ[13 Sep 2008, 01:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
قرأت في تفاسير قليلة مماّ توفّر عندي أن إبراهيم عليه السلام لما جائه الضيوف من الملائكة فخافهم الخليل ثم بعد ذلك قالوا له أنهم أرسلوا إلى قوم لوط أن زوجته ضحكت لمّا علمت أن قوم لوط سيهلكون كما في سورة هود ولعل هذا هو المشهور عند طلبة العلم لكنّي لا أجد ما يقنعني بصحّة هذا التفسير وكما نعلم أن الحليم ابراهيم عليه السلام جادلهم في إهلاك قوم لوط ومدحه الله لذلك فكيف تسرّ زوجته لهلاكهم .. فمنذ صغري كما ربّيت على القرآن كنت أقرأ هذه الآيات وأفهمها على أن زوجة ابراهيم ضحكت وسرت لما سرّي عن إبراهيم بشأن الضيوف وكان موقفها تبعا لإبراهيم عليه السلام والآيات تقول وامرأته قائمت أي قائمت على خدمت ضيوفها فلمّا علمت أن الضيوف من الملائكة وأنّ تمنّعهم من الأكل ليس لعارض ما ضحكت وسرّي عنها كما قال الملائكة لزوجها عليه السلام لا تخف إنّا أرسلنا إلى قوم لوط ويدل عليه ما جاء في الحجر أنه عليه السلام قال إنّا منكم وجلون ولربّما قصد بإنّا جمعا بيته هو وزوجته وكما في الذاريات أن الخبر بإهلاك قوم لوط جاء بعد أن علم إبراهيم أنهم ملائكة وبعد البشرى
فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ? قَالُوا لَا تَخَفْ ? وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28)
فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29)
قَالُوا كَذَ?لِكِ قَالَ رَبُّكِ ? إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30ّ}
قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31)
قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى? قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32)
وهذا يدل على أن الإبلاغ بهلاك قوم لوط كان بعد أن سرّي عن إبراهيم وبعد البشارة بالغلام الحليم ..
ولعلّي أجد عند مشايخي تفسيرا لضحكت زوجة الخليل رحمة الله وبركاته عليهم في سورة هود أو أجد ذلك مكتوبا في تفسير ما لعلمائنا ..
أفيدونا جزاكم الله عنّا خير الجزاء ..
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[16 Sep 2008, 08:07 ص]ـ
(تفسير ابن كثير)
قال السدّي: لما بعث الله الملائكة لقوم لوط أقبلت تمشي في صُور رجال شبان حتى نزلوا على إبراهيم فتضيفوه، فلما رآهم [إبراهيم] أجَلَّهم، فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ فذبحه ثم شواه في الرضف. [فهو الحنيذ حين شواه] وأتاهم به فقعد معهم، وقامت سارة تخدمهم فذلك حين يقول: "وامرأته قائمة وهو جالس" في قراءة ابن مسعود: "فلما قَربه إليهم قال ألا تأكلون قالوا: يا إبراهيم إنا لا نأكل طعاما إلا بثمن. قال فإن لهذا ثمنا. قالوا وما ثمنه؟ قال: تذكرون اسم الله على أوله، وتحمدونه على آخره فنظر جبريل إلى ميكائيل فقال: حُق لهذا أن يتخذه ربه خليلا"، (فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ) يقول: فلما رآهم لا يأكلون فزع منهم، وأوجس منهم خيفة، فلما نظرت إليه سارة أنه قد أكرمهم وقامت هي تخدمهم، ضحكت وقالت: عجبا لأضيافنا هؤلاء، [إنا] نخدمهم بأنفسنا كرامة لهم، وهم لا يأكلون طعامنا.
وقوله تعالى إخبارا عن الملائكة: (قَالُوا لا تَخَفْ [إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ]) أي قالوا: لا تخف منا، إنا ملائكة أرسلنا إلى قوم لوط لنهلكهم. فضحكت سارة استبشارًا [منها] بهلاكهم، لكثرة فسادهم، وغِلَظ كفرهم وعنادهم، فلهذا جوزيت بالبشارة < 4 - 334 > بالولد بعد الإياس.
وقال قتادة: ضحكت [امرأته] وعجبت [من] أن قوما يأتيهم العذاب وهم في غفلة [فضحكت من ذلك وعجبت فبشرناها بإسحاق].
وقوله: (وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ) قال العوفي، عن ابن عباس: (فَضَحِكَتْ) أي: حاضت.
وقول محمد بن قيس: إنها إنما ضحكت من أنها ظنت أنهم يريدون أن يعملوا كما يعمل قوم لوط، وقول الكلبي إنها إنما ضحكت لما رأت من الروع بإبراهيم -ضعيفان جدا، وإن كان ابن جرير قد رواهما بسنده إليهما، فلا يلتفت إلى ذلك، والله أعلم.
........................................
(تفسيرالقرطبي)
¥