يقرأ المسلمون القرآن فيحركون ألسنتهم بلفظ كلماته وتجويد تلاوته، ولكن لا يفكرون في وجوب تحريك عقولهم لفهم معانيه، ويرون أن هذا هو الأصل في القراءة، كأن القرآن ليس إلا كلاماً معداً للتلحين ولا يُطلب منهم إلا التسابق إلى حسن تلحينه وإدارته على البيات والرصد والعجم وهاتيك الأنغام!

وصار البر بالقرآن كل البر، والعناية به كل العناية، أن نتقن مخارج حروفه ونفخم مفخمه ونرقق مرققه ونحافظ على حدود مدوده، ونعرف مواضع إخفاء النون وإظهارها ودغمها وقلبها والغنة بها. القرآن الذي أنزله الله أمراً ونهياً ومنهجاً كاملاً للمسلم في حياته الخاصة وحياته الاجتماعية، يُكتفي منه بالتغني بألفاظه وتجويد تلاوته!

فهل ينفع القاضي أن يقرأ القانون مجوداً ثم لا يفهمه ولا يحكم به؟ وإذا تلقى الضابط برقية القيادة هل ينجيه من المحكمة العسكرية أن يضعها على رأسه ويقبلها ويترنم بها، ولا يحاول أن يدرك مضمونها.بل لو رأيتم رجلاً قعد يقرأ جريدة حتى أتمها كلها من عنوانها إلى آخر إعلان فيها، فسألتموه: ما هي أخبارها؟ فقال: والله ما أدري، لم أحاول أن أتفهم معناها فماذا تقولون فيه؟ أما تنكرونه وتنكرون عليه؟ فكيف لا تنكرون على من يعكف على المصحف حتى يختم الختمة، وقد خرج منها بمثل ما دخل فيها، ما فهم من معانيها شيئاً؟ فمن أين جاءت هذه المصيبة؟ وأي عدو من أعداء الله استطاع أن يلعب هذه اللعبة فيحرم المسلمين من قرآنهم وهو بين أيديهم، وفي كل بيت نُسخ منه، وهو يُتلى دائماً في كل مكان؟ يحرمهم منه وهو في أيديهم وهو ملء أنظارهم وأسماعهم؟

مسألة عجيبة جداً والله!

علي الطنطاوي ـ فصول إسلامية

،،،

قال تعالى: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها).

إذا كان لا أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، فلا أعظم إيماناً ممن سعى في عمارة المساجد بالعمارة الحسية والمعنوية.

السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.

،،،

قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم).

قد يتوهم الجاهل من ظاهر هذه الآية الكريمة عدم وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن نفس الآية فيها إشارة إلى أن ذلك فيما إذا بلغ جهده فلم يقبل منه المأمور، وذلك في قوله تعالى: (إذا اهتديتم) لأن من ترك الأمر بالمعروف لم يهتد.

الشنقيطي ـ أضواء البيان.

،،،

قال صلى الله عليه وسلم: (ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة) رواه مسلم.

سلوك الطريق يشمل الطريق الحسي الذي تقرعه الأقدام، مثل أن يأتي الإنسان من بيته إلى مكان العلم سواء كان مكان العلم مسجداً أو مدرسة أو كلية أو غير ذلك، ومن ذلك أيضاَ الرحلة في طلب العلم أن يرتحل الإنسان من بلده إلى بلد آخر يلتمس العلم فهذا سلك طريقاَ يلتمس فيه علماً.

والطريق الثاني الطريق المعنوي، وهو أن يلتمس العلم من أفواه العلماء ومن بطون الكتب فالذي يراجع الكتب للعثور على حكم مسألة شرعية وإن كان جالساً على كرسيه فإنه قد سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ولو كان جالساً.

ابن عثيمين ـ شرح رياض الصالحين

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 صلى الله عليه وسلمug 2010, 08:03 م]ـ

ما كنت أود أن أقطع هذه اللطائف بمداخلة ولكن لا بد لي من أن أدعو الله تعالى لك أخي الفاضل فهد أن يمن عليك بلطفه وكرمه ورحمته وأن يجعلك مباركاً حيث كنت ويفتح لك فتوح العارفين به ويزدك علماً وفهماً وتدبراً لآيات كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

فعذراً على المقاطعة وإلى لقاء مع هذه اللطائف القرآنية عصر الغد بإذن الله.

ـ[نايف السحيم]ــــــــ[17 صلى الله عليه وسلمug 2010, 03:09 ص]ـ

الله يبارك فيك

متابعين لهذه اللطائف المباركة

شكر الله لك

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[17 صلى الله عليه وسلمug 2010, 12:46 م]ـ

حفظك الله يا دكتوره سمر وغفر لك ولوالديك وثبتنا الله وإياكم على طاعته، شاكر ومقدر هذه المتابعة والعناية سلمكم الله. والشكر موصول لأخي العزيز نايف السحيم وفقه الله وبارك فيه.

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[17 صلى الله عليه وسلمug 2010, 05:34 م]ـ

لطائف قرآنية: 7:

من استوحش من الوحدة وهو حافظ لكتاب ربه فإن تلك الوحشة لا تزول أبداً.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015