الدكتور مساعد الطيار: والعجيب أن الإنسان يخاف في جانب ويخفق في جانب آخر , وهذه من عجائب الناس فهكذا قدر لله وخلق , و العجيب في آية الصيام لما قال: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ... (185)} من هذه الآية أخذ أسم البرنامج بينات.

الدكتور محمد الخضيري: وهو بالمناسبة اقتراح من الدكتور عبد الرحمن , ولا كان أنا اقتراحي ثلاثين في ثلاثين.

الدكتور مساعد الطيار: هذا الارتباط بين رمضان والقرآن {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} فالحديث سيق كله من أجل الصيام ,, لو لاحظنا قال: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} فكأنه يقول: هذا الصيام يكون في شهر رمضان , لما أراد أن يصفه قال: {الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} هذا في الحقيقة ينبهنا لما نراه من ارتباط المسلمين الوثيق بكتابهم تلاوة وتدبرا في هذا الشهر المبارك , ولقد تكرر ذلك في القرآن كما في قوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3)} الدخان.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: أنا أفكر في فكرة ,و قبل الفكرة اذكر فائدة , في هذه الآية: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} المفسرون يقولون: فمن شهد فيه الشهر مقيما , لأن المسافر يشهد الشهر , أليس كذلك؟ فالذي لا يشهد الشهر هو الميت , وأما كل من كان على قيد الحياة مسافرا أو مقيما فهو يشهد الشهر , لكن المقصود فمن شهر منكم الشهر مقيما فليصمه , فهذا معنى الشهود.

أما الفكرة فتلاحظون الآن أن الناس في رمضان يقبلون على القرآن أليس كذلك؟ لا غرابة في هذا كما قال الدكتور مساعد قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} لاحظوا كأن أجمل وصف لرمضان أنه أنزل فيه القرآن, كأن الله يقول: شهر رمضان الشهر العظيم الذي من وصفه أنه أنزل فيه القرآن , فشهر رمضان الذي أنزل فيه الخير كله ,وأقول في نفسي , لماذا لا نفكر في طريقة؟ واقترح على الأخوة المشاهدين أن يفكروا معنا أيضا كيف نجعل شهور السنة كلها رمضان؛ في تعامل الناس مع رمضان؟ فما هي الأشياء التي تجعل الناس في رمضان يقبلون على القرآن , توحي لي فكرة استنساخ تجارب النجاح , يعني ما هي الأسرار التي تجعل المبدع يبدع والناجح ينجح؟ هذه صاروا يدرسونها في العلوم الآن ,حتى وصلت إلى الذي يحسن إصابة الأهداف بالبندق مثلا , فيدرسون ما هي الصفات التي في هذا الرجل التي تجعله يصيب الأهداف , حتى يأخذون هذه الصفات , ويدربون عليها مجموعة من الأشخاص فيصبحون يمارسون نفس المهارة بنفس الطريقة ,و أقول في نفسي: ما هي الصفات التي لا نشعر بها إلا في رمضان تجعلنا نقبل على القرآن؟

لعلنا نستنسخ بعضها أو كلها فنطبقه على مجتمعنا ,فنحن الآن أحوج ما يكون إلى أن يصبح مجتمعنا كله مع القرآن كما هو في رمضان , كم تتمنى لو أنك تدخل على الناس في المساجد دائما فتجدهم لهم أزيز كأزيز النحل يقرؤون القرآن.

الآن لما انتهي من الصلاة فأرى جماعة المسجد كلهم يبقون في المسجد بعد صلاة الظهر أو العصر , كل واحد يأخذ مصحف و يقرأ , حتى الصغار , وقد كنت في الأوقات العادية أبقى في المحراب والناس كلهم يخرجون , بالرغم من أني لا أطيل في المحراب فقد اجلس عشر دقائق أو ربع ساعة و أتأمل الناس يخرجون بسرعة , في رمضان أنا أول واحد يخرج من المسجد , أخرج للبرامج هذه التي أشغلتنا في الشهر , أجد صعوبة في الخروج حتى أصل للباب فالناس كلهم يبقون, لماذا هذا الإقبال؟ ألا نستطيع بطريقة أو بأخرى أننا نقرب القرآن للناس أو نحببه إليهم أو نعطيهم طرق ووسائل معينة.

الدكتور محمد الخضيري: أي ما هي أسرار هذا الشهر التي تجعله حظيا بالقرآن.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: بودي لو تدرس هذه بطريقة أو بأخرى تربوية.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015