وقد يكون من المفيد أن نذكر أن هذا التوجه في شرح و تناول أمثال القرآن قد مضى على تداوله أكثر من خمسين عاماً دون أن نسمع – على حد علمي – باعتراض على هذه المنهجية في الإستفادة من الجزئيات و التفاصيل. بل على العكس , فإن كثيراً من العلماء و الدعاة استعملوا هذا المنهج في شرح أمثال القرآن في كثير من المناسبات مستفيدين من معطيات علوم الطبيعة و النبات و الحيوان و غيرها , و جاؤوا في هذا بمعانٍ طيبة التي تلقاها الناس و العلماء بالثناء و القبول.

و قد وجدت من خلال محاولة فهم بعض أمثال القرآن أن مراعاة جزئيات و عناصر المثل تساهم في حل بعض الإشكالات التي تورط فيها بعض المفسرين و أطالوا في الإعتذار عن هجنة ما ذهبوا إليه بما لا يشفي الغليل.

و نجد ذلك التوجه أوضح ما يكون في شرح المثل القرآني: و مثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاءً , صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون.

فقد ذهب أكثر المفسرين إلى أن المثل يمثل حال النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه للمشركين و إعراضهم عن دعوته بحال من ينعق ببهائم لا تفهم و لا تعقل. و قد استشكلت وصف كلام النبي الكريم بأنه ينعق فليس في هذه العبارة ما نرضاه من الأدب الواجب في حق النبي صلى الله عليه وسلم. و قد أطال المعتذرون عن إثبات هذا المعنى وهم يشعرون أنه غير لائق بمقام النبوة و لم يزيدوا على تكرار ما ذهبوا إليه من أن المثل هو صورة إجمالية و أن أجزاء الصورة و أفراد مكوناتها غير مقصودة.

و قريب من هذا الشرح الذي يتضمن إشكالاً يند عن الأدب الواجب شرح أكثر المفسرين للمثل الأول في سورة البقرة: مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً. حيث أثبتوا أن مستوقد النار هو المنافق.

و قد قدم الدكتور عبد الله دراز كلاماً لطيفاً متوجهاً في شرح المثل و جاء بما يزيل الإشكال و يقدم صورة متوازنة.

و في كلا المثلين وجدت أن العناية بتناسق معنى أجزاء المثل و مفردات صورته مع حال من يضرب لهم المثل أعانت على كشف كثير من المعاني و الحكم و العبر التي لم تكن ممكنة مع تجاهل هذا التوجه في دراسة الأمثال. و أعانت كذلك على التخلص من الإشكالات و ما وقع فيه المفسرون من إثبات معانٍ غريبة مستهجنة.

فالمطلوب هو عمل باتجاهين:

1 – تحقيق منهجية شرح الأمثال و وضع ضوابط تنأى بالشرح عن الرمز و الإشارة

2 – النظر في أمثال القرآن و تناولها بالشرح و التفصيل ضمن ما تأصل من منهجية تعتمد ضوابط اللغة و النقل و مرجعية النصوص من القرآن و الحديث.

و لعل هذا التوجه يفتح من أبواب الفهم لكتاب الله و إثبات تفرد أمثال القرآن بخاصية لا تشاركها فيها أمثال الناس و كلام الفصحاء و البلغاء. و في هذا فتح لباب من أبواب الإعجاز القرآني الذي ادخره الله تعالى لمن يبذل فيه الجهد و الدأب و الروية.

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[25 صلى الله عليه وسلمug 2008, 11:45 ص]ـ

أمثال القرآن

أ. رياض أدهمي

المصدر: مجلة الرشاد ( http://www.alrashad.org/abhath/صلى الله عليه وسلمdhami-صلى الله عليه وسلمmthal-Quran.htm)

.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

أما بعد:

اسمح لي أخي الفاضل محمد بن جماعة، سأعلق على الموضوع الذي نقلته.

نشرت مجلة الرشد مثل هذا البحيث.

أنا أيضا أريد أن أنشر هذا الكلام أقصد ما يلي، والله المستعان:

أنا كطالب علم علمني أساتذتي أن أغني المطلع على بحثي عن الاطلاع على غيره

ماذا يعني ذلك؟

يعني أن أدعم بحثي بالنقول التي لابد أن أنقلها،

والباحث هنا لم يدعم بحيثه القصير، بالأمثلة الضرورية،

والذي أقصده:

قال الباحث:

"و الناظر إلى ما قدمه الأستاذ البهي الخولي و الشيخ عبد الله دراز يرى طريقتهما في تناول الأمثال و بيان دلالاتها تفترق عن ما عرف بالتأويل أو التفسير الإشاري حيث يقفز صاحب التفسير الإشاري فوق ضوابط اللغة و دلالات الألفاظ و يتحدث عن مواجيد و أذواق و مشاعر من باب " الشيء بالشيء يذكر " و التي لا تصلح منهجاً جاداً لبيان معاني القرآن.

و هنا لا بد من طرح سؤال مهم يتعلق بمنهج النظر على أمثال القرآن:

هل هناك من مانع من اقتفاء أثر الشيخ الخولي و الدكتور دراز في شرح أمثال القرآن و استجلاء دلالاتها الأخلاقية و التربوية " أهـ

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015