ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 Jun 2010, 12:29 م]ـ

بارك الله فيك ..

لم نذكر حجة واحدة وإنما الرأي الذي ذكرناه مركب من الحجج الأربع فأمسكت واحدة ظننتها أضعفها فأمسكتها بخطأ وأعرضت عن الباقي كأن لم نبن على غيرها ..

أما التي أمسكتها بخطأ فهي قولك: ((بأنه كان صاحباً لمن كان يصاحب بعض المعتزلة؟!))

والصواب في إمساكها أن تقول: ((كان يصاحب معتزلياً يأخذ الاعتزال عن شيوخ المعتزلة)) ..

وعبارة الذهبي: ((وَقِيْلَ: كَانَ يمِيلُ إِلَى الاِعتزَالِ، وَفِي توَالِيفِهِ مَا يَدلُّ عَلَى ذَلِكَ فِي رُؤْيَةِ اللهِ وَغيْرِهَا، نَسْأَلُ اللهَ السَّلاَمةَ)).

وانتهاء رياسة حنفية بغداد له ليست شيئاً فبغداد كانت موطن الأحناف والمعتزلة جميعاً وأكثر المعتزلة في تلك الطبقة كانوا أحنافاً ..

ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[28 Jun 2010, 07:34 م]ـ

سلام الله عليكم

أَلا ترى أخي أنه من الجنايات على العلم و المنهج أن نحكم على معتقد الأئمة - كالجصاص - بمثل تلك النقول: (و قد قيل ... )، (إنه يميل ... )؟!

و كذا ما قيل عن كلامه في (الرؤية). و هل كل من تكلم فيها بمثل ما قيل في الإمام الرازي الجصاص يكون من المعتزلة؟!

و أمّا قولك إنه كان يجلس إليهم في فَنّهم، فعلى تقدير صحته، فلا يَدُّل على أنه كان معتزلياً مثلهم؛ بدلالة قولك إنهم كانوا يجلسون إليه في فنه؛ فَدّلَّ ذلك على مغايرته لهم.

و لم يثبت أنه كان يجلس إليهم في فنهم (الاعتزال)،

و إنما الثابت من تراجمه أنه كان يجلس إلى بعضهم كأبي الحسن الكرخي ليأخذ عنه الفقه لا الاعتزال، و هو ما ذكره الخطيب البغدادي في ترجمته له؛ قال: (ودرس الفقه على أبى الحسن الكرخي)، و كذا قال الذهبي في " السَّيَّر ": (تفَقَّه بأبي الحسن الكرخي).

* و هذه ترجمته في " تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي؛ قال:

(أحمد بن على أبو بكر الرازي، الفقيه إمام أصحاب الرأى في وقته، كان مشهورا بالزهد والورع، ورد بغداد في شبيبته، ودرس الفقه على أبى الحسن الكرخي، ولم يزل حتى انتهت إليه الرياسة ورحل إليه المتفقهة، وخوطب في أن يلي قضاء القضاة فامتنع وأُعيد عليه الخطاب فلم يفعل، وله تصانيف كثيرة مشهورة ضمنها أحاديث رواها عن أبى العباس الأصم النيسابوري وعبد الله بن جعفر بن فارس الأصبهاني وعبد الباقي بن قانع القاضي وسليمان بن احمد الطبراني وغيرهم، حدثني القاضي أبو عبد الله الصيمرى قال حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن احمد الطبري حدثني أبو بكر الأبهري قال: خطبنى المطيع على قضاء القضاة وكان السفير في ذلك أبو الحسن بن أبى عمرو السوائي فأبيت عليه، واشرت بأبي بكر أحمد بن على الرازي فأحضر الخطاب على ذلك، وسألنى أبو الحسن بن أبى عمرو معونته عليه فخوطب فامتنع، وخلوت به فقال لي: تشير على بذلك؟ فقلت ك لا أرى لك ذلك. ثم قمنا إلى بين يدي أبى الحسن بن أبى عمرو وأعاد خطابه وعدت إلى معونته، فقال لي: أليس قد شاورتك، فأشرت عليَّ أن لا أفعل؟ فوجم أبو الحسن بن أبى عمرو من ذلك، وقال: يشير علينا بإنسان ثم يشير عليه أن لا يفعل! قلت: نعم. أما في ذلك أسوة بمالك بن أنس أشار على أهل المدينة أن يقدموا نافعاً القارئ في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم، وأشار على نافع أن لا يفعل. فقيل له في ذلك؛ فقال: أشرت عليكم بنافع لأني لا أعرف مثله ن وأشرت عليه أن لا يفعل لأنه يحصل له أعداء وحساد؛ فكذلك أنا أشرت عليكم به لأني لا أعرف مثله، و أشرتُ عليه أن لا يفعل لأنه اسلم لدينه، وحدثني الصيمرى أيضا، قال: حدثني أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي أن مولد أبى بكر أحمد بن على كان في سنة خمس وثلاثمائة، وأنه دخل بغداد سنة خمس وعشرين، ودرس على أبى الحسن الكرخي، قال الصيمرى: وتوفى أبو بكر الرازي في ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة، وصلى عليه أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي، حدثني هلال بن المحسن قال تك وفى أبو بكر الرازي الفقيه في يوم الأحد السابع من ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة عن خمس وستين سنة، وصلى عليه أبو بكر الخوارزمي صاحبه). انتهى

هذا ما ذكره الخطيب البغدادي في ترجمة الإمام أبي بكر الرازي الجصاص، و لم يذكر فيها شيئاً عن دعوى الاعتزال، و هو من أهل بلده التي استقرَّ بها (بغداد)، و هو أقرب إليه عهداً ممن أتى بعده بقرون؛ فالجصاص توفي سنه 370 هـ، و أبو بكر الخطيب توفي سنة 463 هـ، و توفي الذهبي سنة 748 هـ.

* و بأي حال، فلا يَصِح القول: (الجَصّاص المعتزليّ)؛ بناءً على أقاويل، من مثل: (و قد قيل: إنه كان يميل ... ).

و هذا من باب أمانة العلم، و أصول المنهج.

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 Jun 2010, 09:27 م]ـ

بارك الله فيك ليست مجرد أقاويل ..

بل رأي صاحبته القرائن وسانده الدليل ..

فالفقه فقه أبي الحسن الكرخي المعتزلي والرجل معظم له لم يزور عنه ولم يتبرأ من اعتزاله ولا في موضع ..

ثم الجصاص الذي لم يأخذ الاعتزال-كما تظن-يتكلم بكلام المعتزلة في الرؤية الذي لم يقل به في زمان الجصاص سوى المعتزلة ..

ثم الجصاص الذي لم يأخذ الاعتزال -كما تظن-ينثر رسائل عيسى بن أبان المعتزلي في كتابه الفصول ..

ثم الجصاص الذي لم يأخذ الاعتزال-كما تظن-يُرمى بالاعتزال ومن قبل مؤرخين وليس من قبل عامة أو دهماء ..

ثم يرى الذهبي صحة ذلك بمثل الحجة التي رأينا نحن صحتها به ..

فلم أر دكتورنا الفاضل إلا أن الحجة معي والدعوى المجردة معكم والتي لا يعضدها سوى براءة الذمة، وبراء الذمة ترفع بنصف الحجج التي سقتها ....

دمتَ موفقاً يا مولانا ..

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015