فوصفهن بـ "فرش" يناسب عدم نوم أهل الجنة عمومًا، إلا لسبب واحد. فكيف بمن اتصفت جنته بدفء لا برد يخلفه؟!

ووصف هذه الفرش بأنها "مرفوعة" يناسب ما سبق ذكر؛ (وماء مسكوب) يجب الترفع عنه.

ووصفهن بكمال إنشائهن (إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء)، يناسب رفع التوهم بدنو منزلتهن، فقد كانت العناية بهن كبيرة لجعلهن على ما هن عليه.

ووصفهن "أبكارًا" يناسب أيضًا رفع الوهم بالرضا بالثيب دون البكر، فكانت لهم الدرجة الأعلى.

ووصفهن "عربًا" أي متحببات لأزواجهن؛ أي يحببن الحديث معهم؛ ويرفع ذلك الوهم بأن الحرارة تعمل على تضييق الصدر، فيقصر صاحب الكلام كلامه، ولا يطنب وينبسط فيه.

ووصفهن " أترابًا" ومادة "ترب" التي منها التراب؛ الذي جاء اسمه من صغر جزيئاته وكثرتها، والتصاقها وقرب بعضها من بعض؛ وهذا يجعل هذا الوصف يناسب أمورًا عديدة؛

- أنهن صغيرات في السن، والرغبة في صغيرة السن أكثر من الكبيرة.

- وأنهن صغيرات في الجسم، فالجمال يعظم مع صغر الجسم؛ فتصغر لذلك التقاطيع المرغوبة في المرأة.

- وأنهن كثيرات العدد؛ وهذا يتناسب مع كثرة عدد أهل اليمين اللواتي هن لهم.

- وأنهن يتقربن من أزواجهن، ويلتصقن بهم، محبات غير نافرات، ولا مبتعدات.

ومع كل هذا الوصف المشوق الحالم لأصحاب اليمين؛

فاجعل همتك عالية، واسأل الله تعالى الفردوس الأعلى مع المقربين؛ الذي حض على سؤاله النبي صلى الله عليه وسلم.

فإني أسمع كثير من الناس يدعون الله تعالى أن يجعلهم من أصحاب اليمين، وهم لا يدرون أنهم يسألون الله المنازل الأدنى في الجنة.

وأعجب من ذلك أن يسأل المرء الله تعالى أن يدخله الجنة ولو خلف الباب، وهو لا يدري أن من خلف الباب هم آخر من يدخل الجنة بعد العذاب!!

ولتكن همة الأخوات المؤمنات عالية أيضًا، فعطاء الله في الأعلى؛ أمتع وأعلى لكلا الجنسين ... وهن أعلى منزلة من الحور العين في كل منزلة من منازل الجنة.

نسأل الله تعالى أن يعفو عنا، ويغفر لنا، ويحاسبنا حسابًا يسيرًا، ويدخلنا الجنة سريعًا، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا، إن كان غفورًا رحيمًا، وبنا سميعًا بصيرًا.

والله تعالى أعلم.

أبو مُسْلم/ عبد المجيد العرابلي

ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[03 صلى الله عليه وسلمug 2008, 09:32 ص]ـ

[ QUOTصلى الله عليه وسلم= العرابلي;58721] [ SIZصلى الله عليه وسلم="4"] بسم الله الرحمن الرحيم

وطلح منضود لا موز منضود

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.

طلح منضود ... و طلع نضيد ... و موز منضود.

مدخل و توطئة:

لمصطلحات الطلح و الطلع و الموز في التراث العربي الإسلامي، و في كتب الطب و النبات و اللغة و التفسير خاصة، نفس الوضع الذي نجده عند مصطلحات كالطحلب و الأشن و الحزاز ... بل و حتى عند الخوخ و البرقوق و المشمش و الإجاص و الكمثري في كتب اللغة و النبات و الطب ...

لا يكاد يصدق العقل كل الإختلاف الحاصل عندنا في تحديد مفهوم أي مصطلح من هذه المصطلحات ...

بعد بحث دام سنين طويلة في تحديد مفاهيم هذه المصطلحات الشبه الشائعة، تأكد عندي بها و فيها، أن العرب قد اتفقوا فعلا على أن لا يتفقوا على تحديد مفاهيمها ...

و الإختلاف في تحديد مفاهيم المصطلحات آفة خطيرة جد منتشرة في كتاباتنا ... لا يخلوا منها حتى ملتقانا المبارك هذا ... فما أكثر المعارك الكلامية فيه حول تحديد مفهوم مصطلحات في العقيدة و اللغة و الرسم و التجويد و القراءات ... تتضارب أقوال الأساتذة المختصين المتكلمين فيها بشكل يتعجب منه القارئ العادي و طالب العلم، و تزداد حيرته و يقل فهمه و لا يصله مقصود المتكلمين فيها و لا يدرك مبتغاهم ... و تنتهي المعارك الكلامية دون الفائدة العلمية المنتظرة و الطلوبة، أو بفوائد جد هزيلة، ليبدأ الجدل العقيم من جديد ...

أما عن الطحلب و الأشن و الحزاز، فقد بينت في دراسة نشرت في بداية التسعينات [1]، تضارب الأقوال و أختلاف المفاهيم حول هذه المصطلحات النباتية منذ كتابات عصر الترجمة ببيت الحكمة ببغداد، و إلى مواد معاجمنا العربية في اللغة و الطب و النبات، و المتداولة بين الطلاب و الأساتذة إلى يومنا هذا ... و ليس في هذا التعميم مبالغة و لا تسرع في الحكم دون تدقيق و تحقيق ... و في الدراسة المنشورة أمثلة و نماذج ناطقة و محددة [1] ...

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015