ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[11 Sep 2008, 08:09 ص]ـ

بارك الله فيك، وفي شيخنا الدكتور عبدالرحمن على هذا العرض.

أحسبُ أني أستطيع أن أجد فيه بغيتي، فقد تساءلت كثيرًا عن سر اختلاف آيتين في القرءان الكريم باختلاف أولهما، وهما:

قال تعالى في سورة فاطر: إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور.

وقال في سورة الحجرات: إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون.

فذكر - كما ترون - أولاً اسم الفاعل، ثم ذكر في الحجرات الفعل المضارع، فهل نجد سببًا لذلك، وهل تطرقتم له؟

لأني بحثت في كثير من التفاسير ولم أجد أحدًا أشار لذلك.

بارك الله فيكم.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Sep 2008, 01:31 م]ـ

أشكركم يا دكتور ظافر على هذه الفوائد والنتائج القيمة، وقد أعجبتني لفتتك الكريمة في التوصية الأخيرة (رابع عشر: ظهر من خلال الدراسة أن تلك الإيحاءات التي أحيتها الدراسات البيانية لآي القرآن العظيم، يمكن أن تستثمر في دراسة الشعر وتحليل أساليبه وتراكيبه على ضوء ما قدمه البيانيون والمفسرون بتناولهم للمخالفة وغيرها من أساليب القرآن، وتمييزهم للتراكيب المتقاربة والمتشابهة، واستخراج فرائد وطرائف يكنها كل تركيب بما يميزه. حيث يمكن القول بأن عمق تلك الدراسات وجدتها يعد منهجا صالحا لدراسة الشعر العربي، ومعرفة إمكانات أساليبه، وطرائق الشعراء وخصوصيات أسلوب الشاعر).

وليت الزملاء طلاب الدراسات العليا في أقسام الأدب والبلاغة يلتفتون لهذه الدراسات التي تعود على البلاغة بالنفع الكبير. وأنصح الزملاء في الملتقى بقراءة كتاب (الشعر الجاهلي - دراسة في منازع الشعراء) للأستاذ الجليل الدكتور محمد محمد أبو موسى جزاه الله خيراً فقد أفاض في تطبيق مثل هذا الأسلوب في دراسة قصائد بعض الشعراء الجاهليين لتكون مثالاً يحتذى.

وأما جواب سؤال الزميل أبي الوليد التويجري فلعل الدكتور ظافر يجيبه فالكتاب ليس بين يدي الآن ولا ينبغي أن نلجأ للكتاب والمؤلف معنا وفقه الله ونفع بعلمه.

ـ[د/ظافر العمري]ــــــــ[14 Sep 2008, 05:10 ص]ـ

بارك الله فيك، وفي شيخنا الدكتور عبدالرحمن على هذا العرض.

أحسبُ أني أستطيع أن أجد فيه بغيتي، فقد تساءلت كثيرًا عن سر اختلاف آيتين في القرءان الكريم باختلاف أولهما، وهما:

قال تعالى في سورة فاطر: إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور.

وقال في سورة الحجرات: إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون.

فذكر - كما ترون - أولاً اسم الفاعل، ثم ذكر في الحجرات الفعل المضارع، فهل نجد سببًا لذلك، وهل تطرقتم له؟

لأني بحثت في كثير من التفاسير ولم أجد أحدًا أشار لذلك.

بارك الله فيكم.

السلام عليكم:

حياك الله أخي الكريم أبا الوليد التويجري، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم إلى فهم كتاب الله وتدبره والعمل به. أما سؤالك فأقول ـ والله أعلم ـ:

بسم الله الرحمن الرحيم

الآيتان تتحدثان عن علم الله تعالى، ولا ريب أن علمه سبحانه له صفة الكمال، فإذا ورد بصيغة المضارع المشعرة بأن الفعل يقع مستقبلا فُهم منها اللازم أي لازم العلم. فأما آية الحجرات فهي في سياق الخطاب الدنيوي، وأما آية فاطر فهي في سياق الخطاب يوم القيامة. فقوله تعالى في سورة الحجرات: (إن الله يعلم غيب السموات والأرض والله بصير بما تعملون) جاءت تعليلا للآية التي قبلها (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان) إذ تفيد (إنََ) تعليل ما قبلها بما بعدها بمعنى أن الإخبار عنهم بمنتهم على الرسول عليه السلام ومنة الله عليهم كل ذلك داخل في علم الله تعالى وأن من لوازم علمه ما يقع من الإحاطة بما في صدورهم مما قد يقع منهم مستقبلا في مسألة الإيمان وثبات القلوب عليه من عدمه. فناسب أن يأتي بصيغة المضارع المشعرة بتجدد مايقع منهم مما يحيد به علمه تعالى والتجدد هنا من دلالة المضارع على الاستمرار التجددي.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015