وهذا يعني تقطيع الآيات بحسب المعنى، وهو أن يتضمن كل مقطع، معنى معين أو فكرة معينة، يستطيع من خلالها أن يتتبع المعنى، كأن يفصل بين آيات الرحمة والعذاب، والجنة والنار، وقصة، وأخرى، وتقسيم السورة ذات الموضوع الواحد كقصة يوسف عليه السلام، فهي وإن كانت تدور حول موضوع كلي واحد وهو (يوسف عليه السلام) إلا أن هذه السورة يمكن أن تقسم بحسب الأحداث، والمواقف التي تعرض لها نبي الله يوسف عليه السلام، كرؤية يوسف عليه السلام التي قصها على أبيه، وإلقاءه في الجب، …………… وهكذا، فيكون لدى الحافظ بصيرة بالوحدات الجزئية، وفكرة كل مقطع، فالبنيان لا يبنى كتلة واحدة، وإنما من خلال قطع يوضع بعضها فوق بعض.
7 - الحفظ المتقن للمقطع اليومي
لا تجاوز مقررك اليومي حتى تجيد حفظه تماماً، وذلك ليثبت في الذهن ومما يعين على ذلك أن تجعله شغلك طيلة الليل والنهار، وذلك بقراءته في الصلاة، وخاصة قيام الليل، وكذلك أثناء ركوب السيارة، أو عند الذهاب إلى جهة معنية، بتكراره بصفة مستمرة حتى تصل إلى أعلى درجة في الحفظ لهذا المقطع، لأن بمثابة بنيان تبني عليه، فالذي يبني بنيان تعداده ثلاثة طوابق يجب عليه أن يعد أساسًا يتحمل ثلاثة طوابق، والذي يعد بنيان تعداد طوابقه عشرة طوابق يجب عليه أن يعد أساسًا يتحمل عشرة طوابق.
8 - عدم تجاوز سورة حتى يربط أولها بآخرها
بعد تمام حفظ سورة من سور القرآن لا ينبغي للحافظ أن ينتقل إلى سورة أخرى إلا بعد إتمام حفظها تماماً , وربط أولها بآخرها , وأن يجري لسانه بها بسهولة و يسر، ودون عناء فكر وكد في تذكر الآيات، ومتابعة القراءة , ويجب أن يكون الحفظ كالماء , حتى لو شتت ذهنه عن متابعة المعاني أحياناً، فإنه يسترسل من حفظه، ويضع لنفسه ضوابط بأن يعيد الربع إذا زاد عدد الأخطاء عن خطأين، ثم يتحدى بأن يعيد الجزء إذا أخطأ فيه أكثر من خطأين، ثم يتحدى أكثر بأن يعيد الجزء بكامله لو أخطأ فيه خطأ واحد، ليصل بذلك إلى أعلى درجة ممكنة من الحفظ، ولا شك أن وصول الحافظ إلى مثل ذلك الإتقان، فإنه يزيد من ثقته بنفسه، ويصقل موهبة الحفظ لديه، ويشعر بإجادة تامة لحفظه، مما يدفعه إلى مواصلة حفظ باقي القرآن الكريم.
9 - التكرار مع التغني
ينبغي أن يكون التكرار مع التغني، وذلك لدفع السآمة أولاً، وليثبت الحفظ ثانياً. وذلك أن التغني بإيقاع محبب إلى السمع يساعد على الحفظ، ويعود اللسان على نغمة معينة فتتعرف بذلك على الخطأ رأساً عندما يختل وزن القراءة والنغمة المعتادة للآية، فيشعر القارئ أن لسانه لا يطاوعه عند الخطأ، وأن النغمة اختلت فيعاود التذكر، هذا إلى جانب أن التغني بالقرآن لا يجوز مخالفته لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من لم يتغن بالقرآن فليس منا)) رواه البخاري.
من كتاب طرائق تدريس القرآن الكريم / لأخيكم جمال القرش
ـ[محمد ال باشا المغربي]ــــــــ[16 Jul 2008, 12:05 ص]ـ
بارك الله فيك على هذه الفوائد و نفع بها
ـ[عبدالمحسن]ــــــــ[20 Jul 2008, 09:59 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم وبما قدمتم
بالنسبة للنقطة الاولى ((إخلاص النية لله عز وجل)) فإنه يعن على خاطر من يحفظ مثل هذا الامر فيوسوس له ابليس بأنه انما يحفظ ليقال حافظ وأنه ربما يجر الى النار بسبب ذلك مما يسبب فتور الهمة وربما الانقطاع عن اكمال الحفظ ومثله من حفظ القران ونسيه او نسي بعض فأنا اعرف شخصا امتنع عن حفظ القران مخافة ان يحفظ ثم ينسى فيدخل في المحضور
فما التوجيه هنا بارك الله فيكم
ـ[جمال القرش]ــــــــ[20 Jul 2008, 01:30 م]ـ
أخي حفظك الباري:
المعلوم أنه لا يمكن أن يقبل عمل بدون نية صالحة صادقة، فصدق النية فوز ونجاة قال تعالى: (فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم)، والإنسان طالما على قيد الحياة فهو يجاهد نفسه، قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) وبالدعاء والاستغفار والاستعاذة واللجوء إلى الله في كل وقت وحين، يصل الإنسان بإذن الحي إلى ما يأمل، والشيطان له له سلطان على المخلصين كما قال ربنا (إلا عبادك منهم المخلصين).