الله لنا سبب الهلاك والوعد والوعيد وإن تقابلا في ذواتهما فإنهما متوازيان في موضع النعم
? سابعا: أنه يمكن أن يكون عارضه العرب لكن أخفاه المسلمون وكتموا خبره لما حصل من اتساع رقعة الإسلام فانمحى أثره وخفي على الناس معارضته
? الرد عليه أن هذا محال ولا يتوهم هذا ولا يجوز مع اتساع العالم وبلوغ التحدي لجميع الخلائق ليس زمانا دون ومان أو قوما دون قوم, ثم إن الهمم متوافرة لنقض فلو حصل هذا لاستحال كتمه
? ثامنا: أن المعارضة قد حصلت من مثل مسيلمة وأمثاله
? والرد المجمل أن هذا الكلام ساقط لا يحمل أي معنى ولا فائدة بل لفظه ممجوج وأسلوبه متكلف غث فلم يجمع واحدا من أركان البلاغة وأصولها, كما أنه لم يحو طرق المعارضة ولم يلتزم شرطا من شروطها
والتفصيل في كل مقطع كما سيأتي
أولا: قول مسيلمة في الضفدع:: هو قول ساقط عن المعارضة مفتقد لشروط البلاغة وأركانها فلا لفظ صحيح ولا معنى قوى ولا نظم جزل رصين ويكفيه أن كل من سمعه عرف أنه كاذب.
ثانيا: قول من قال: (الفيل وما أدراك ما الفيل) - أنه هوّل وروع وصعد ثم أخلف ما وعد واقتصر على ما ظهر من الذنب والمشفر ويبصرها كل أحد. فوضع الكلام في غير موضعه ومثل هذه الفاتحة العظيمة تجعل لأمر عظيم. - اقتصر على الوصف الظاهر وترك ما أودعه الله فيه من ذكائه وفطنته التي يفهم بها سائسه, كما ترك من خلق الفيل أعجبه كالآذان والأنياب وغيرهما. - أن الوصف الذي خص به الفيل شابه به البعوضة ولم يذكر ما يميز الفيل.
ثالثا: من وصف الحبلى (ألم تر كيف فعل ربك بالحبلى) - جاء بكلمة الانتقام في محل الإنعام فهذه اللفظة تستخدم في التهديد والعقوبة , بخلاف أن يقول: ألم تر على ربك كيف فعل بالحبلى. - قوله: (أخرج منها نسمة تسعى من بين شراسيف وحشى) هذا معنى استرقه من القرآن استراقا كما أنه أخطأ في الوصف فجعل الولد بعد الحبل خارجا من بين الشراسيف والحشى حيث أن بين الرحم والشراسيف مسافة.
**بيان طرق المعارضة
أن يتبارى رجلان في شعر أو خطبة أو محاورة فيأتي كل واحد منهما بأمر محدث من وصف ما تنازعاه وبيان ما تباريا فيه فيتوازيا أو يفضل أحدهما عن صاحبه كامرئ القيس وعلقمة بن عبدة في وصف الفرس
أن يتنازع شاعران في معنى واحد فيرتقي أحدهما إلى ذروته ويقصر شأو الآخر عن مساواته في درجته كالأعشى والأخطل في وصف الخمر
المقابلات والمناقضات ببناء الشيء وهدمه وتشييده ثم وضعه ونقضه كمن يمدح الخمر حتى يرى فضلها ثم يذمها حتى يتبين سوءها
قريب من المعرضة وهو أن يجري أحد الشاعرين في أسلوب من أساليب الكرم فيكون أحدهما أبلغ في وصف أحدهما في هذا الأسلوب ويكون الآخر أبلغ في الأسلوب الثاني من صاحبه كالنابغة في وصف الخيل وكالأعشى في وصف الخمر
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[29 Jun 2008, 01:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا وتقبل منك
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Jun 2008, 06:11 ص]ـ
فكرة متميزة وإخراج جميل ..
جزاك الله خيرا.
والكتاب -كغيره من الكتب- محتاج إلى تلخيص وتقريب وإعادة صياغة، فقد نجد أن جزئيات الكتاب ومفرداته مفهومة من حيث هي، لكن الطريقة التي كتب بها هي التي تحول دون فهمه واستيعابه، فكان من المهم إعادة صوغ الكتاب وربط جزئياته بطريقة منطقية جديدة تسهل فهمه وتصل بالقارئ إلى إدراك الفكرة التي أرادها المصنف، وهنا تظهر بجلاء القيمة العلمية لمثل هذه المشاريع (1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وقد اشتهر الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- بهذ النوع من التأليف فمما كتب: (تقريب التدمرية) و (فتح رب البرية بتلخيص الحموية) و (مختصر مغني اللبيب) وغيره.
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[28 Sep 2008, 11:48 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء، فقد يسر هذا البسط اليسير الرد على بعض المستشرقين في العصر الحديث. مثلا يكتب المستشرق نولدكه: “ the sound linguistic sense of the صلى الله عليه وسلمrabs (q.v.) almost entirely preserved them from imitating the oddnesses and weaknesses of the qur'anic language"
ومعنى ادعائه هذا أن "الحس اللغوي السليم الذي تمتع به العرب حدا بهم إلى البعد تماما عن محاكاة لغة القرآن بما فيها من ضعف وركاكة"
وقد أثبتت كتب السيرة بعض محاولات العرب لمحاكاة القرآن بل واجتماعهم على ذلك وعجزهم. ولكن ماذكره الخطابي هنا لهو أبلغ رد على مثل ادعاءات نولدكه وغيره من المستشرقين المأفونين.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد.
ـ[النجدية]ــــــــ[29 Sep 2008, 10:31 ص]ـ
بسم الله ...
جزاكم الله خيرا!
وأذكر أن هناك دراسة للدكتور فضل حسن عباس، نشرت في مجلة دراسات -على ما أعتقد- كانت بعنوان: بيان إعجاز القرآن للخطابي -رحمه الله- (تحليل، ومقارنة، ونقد). وهي في ثلاثة فصول: الدراسة التحليلية، والدراسة النقدية، والدراسة المقارنة؛
حيث حلل الرسالة وجعلها مرتبة في نقاط وعناوين، ثم أورد أقوال عدد من العلماء حول رسالة الخطابي؛ ليوازن بينها، ومن ثم قارن دراسة الخطابي بالدراسات التي جاءت بعده ممن كتبوا في الإعجاز؛ أمثال: الرماني، والجرجاني -رحمهما الله-
والله الموفق ...
¥