وأشار إلى ما ورد من النصوص في الحث على قراءة القرآن، قراءةً وإعراباً، وأنه سيأتي قوم يقرئون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يتعجلون أجره؛ فيتوصلون به إلى أغراضهم الدنيوية، ولا يتأجلون أجره إلى يوم القيامة.
قوله: ((وقال علي - رضي الله عنه -: ((من كفر بحرف منه؛ فقد كفر به كله))، واتفق المسلمون على عد سور القرآن، وآياته، وكلماته، وحروفه)): لا يزال المؤلف -رحمه الله- في معرض الرد على الأشاعرة؛ القائلين بأن كلام الله معنى نفسي واحد قديم، وأن هذا القرآن المكتوب الذي نقرؤه إنما هو عبارة عن كلام الله.
وقد ذكر المؤلف -رحمه الله- اتفاق العلماء على عد سوره وآياته وكلماته وحروفه، وقد ذكر أهل العلم أشياء حول عدها، وقد يختلفون في العدّ، لكن المهم في ذلك: هو معرفة عدد سور القرآن، وأن عددها مئة وأربعة عشر سورة، وأن ذلك أمر متفق عليه.
قوله: ((ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة، أو آية، أو كلمة، أو حرفاً متفقاً عليه: أنه كافر)): ثم ذكر -رحمه الله- مسألة التكذيب ببعض القرآن، وأن من كذب ببعض القرآن فقد كفر؛ لأن من كذب ببعض القرآن فهو مكذب بالقرآن كله، كما أن من كذَّب الرسول في شيءٍ واحد ثابت عنه يكون مكذباً لجميع ما جاء عنه، ومن كذَّب رسولاً واحداً فهو مكذب لجميع الرسل.
قوله: ((وفي هذا حجة قاطعة على أنه حروف)): وفي هذه الجملة تتمة للرد على من يقول: إن القرآن ليس بحروفٍ ولا