وقال أبو بكر وعمر رضي الله عنهما: ((إعراب القرآن أحب إلينا من حفظ بعض حروفه)): يشير المؤلف -رحمه الله- إلى ما رتب الله - عز وجل - من الأجر والفضل لمن قرأ القرآن وتلاه، كما جاء ذلك من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -: ((من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: {آلم} حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)) (?)، وذكر حديث: ((من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف منه عشر حسنات، ومن قرأه ولحن فيه فله بكل حرف حسنة)) حديث صحيح، وإعراب القرآن: هو النطق به وقراءته على الوجه الصحيح، مما يوافق قواعد اللسان العربي -اللغة العربية-، ويقابل الإعراب في المعنى: اللحن.

وأما التجويد: فإن كان فيه إقامة الحروف والإتيان بها على الوجه الصحيح؛ فهو واجب لابد منه، وأما قواعد التجويد المعروفة التي فيها تحسين القراءة فليست بواجبة، بل ربما أدى مراعاته إلى التكلف.

وأصح من هذا الحديث الذي ذكره المؤلف: حديث عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران)) (?)، وهو حديث صحيح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015