ونحو ذلك من الجوانب والمعاني التي يصف بها القرآن؛ وهي متضمنة للرد على الأشاعرة ومن نهج نهجهم.

ويؤكد -رحمه الله- هذه المعاني ببعض العبارات الدالة على أن القرآن فيه معانٍ مختلفة، كقوله: ((محكم ومتشابه، وناسخ ومنسوخ، وخاص وعام، وأمر ونهي))، فهذا خلاف ما تقوله الأشاعرة، من أن كلام الله معنى واحد لا تنويع فيه، وذكر هذا التنويع فيه رد عليهم، إذ أنهم يقولون: كيف يكون هذا المتنوع ما بين متلو ومسموع ومكتوب ومحفوظ ونحوها؛ كيف يكون كلام الله حقيقة؟! فهم ينفون كون هذا المتنوع هو كلام الله، وكفى بهذا ضلالاً عن الهدى، وعمى عن الحق؛ والعياذ بالله.

والرد عليهم هو الحق، لأن مذهبهم يقتضي أن هذا القرآن الموجود هو عبارة عن كلام الله، وأن القرآن الحقيقي هو المعنى الواحد الذي في نفس الرب تبارك وتعالى، فإن عُبِّر عنه بالعبرية فهو توراة، وإن عُبِّر عنه بالعربية فهو قرآن، وما إلى ذلك من الكلام المبتدع المنكر الذي لا أصل له.

قوله: ((وقال تعالى: {بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ} [العنكبوت:49]، وقال تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ} [الواقعة:77 - 78] بعد أن أقسم على ذلك، وقال تعالى: {كهيعص} [مريم:1]، {حم * عسق} [الشورى:1 - 2]، وافتتح تسعاً وعشرين سورة بالحروف المقطعة)): فمن هذه السور ما افتُتح بحرف واحد، وهي ثلاث سور،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015