يراد به في اللغة شيئان: أحدهما: لي الشيء, والثاني: الالتفات إليه,
ومن الأول: عطف الرجل, ومن الثاني: عطف النساء على أولادهن, ومنه
اشتق عطف البيان, إذ هو التفات إلى الأول بالتبيين, ومن الأول: اشتق عطف
النسق, لأنه لي الثاني على الأول.
(العطف إما ذو بيان أو نسق ... والغرض الآن بيان ما سبق)
(فذو البيان تابع شبه الصفة ... حقيقة القصد به منكشفة)
أي ينقسم العطف إلى عطف البيان, وعطف نسق, والغرض من هذا
التبويب بيان أحكام السابق, وهو عطف البيان, وحده بأنه التابع المشبه للصفة
في الكشف عن حقيقة متبوعة, فالتابع: جنس يشمل التوابع كلها, وشبه
الصفة: فصل مخرج لما سوى التوكيد, [وخرج التوكيد بالفصل الثاني, لأن
التوكيد] مقو للمتبوع, لا كاشف لحقيقته.
(فأولينه من وفاق الأول ... ما من وفاق الأول النعت ولى)
(فقد يكونان منكرين ... كما يكونان معرفين)
عطف البيان -في موافقته لمتبوعه- بمنزلة النعت الجاري على من هوله
- في موافقته لمنعوته- فيجب موافقته له في أربعة من عشرة, واحد من أنواع
الإعراب الثلاثة وواحد من الإفراد وضديه, وواحد من التنكير وضده,