الولد فإنه يباع للعبيد الموجودين، حيث تقدم لهم دعوة ليحضروا، فإذا ما حضروا أجروا العملية يستفتحونها بالرقص أولاً، ثم يطوفون حول الولد وهم يرقصون ويتضاربون برهة من الزمن. ثم يجلسون أمامه فيطلقون عليه اسماً من أسمائهم، ويعاهدون أبويه على أن يمنعوه من كل نوع من الأطعمة المباحة، فتارة تكون الكتف وأحياناً الكبد أو الرأس. ولهم عوائد متنوعة حول هذه الفعلة الشنيعة النكراء التي يزعمون أنها تزيد في الأعمار وتشافي الأسقام!!
ومنها ما يزعمه بعض القبائل من أن ولدهم إذا تجاوز قارة البلد التي هو فيها إلى بلدة أخرى قبل أن يكمل الحول يقع له ضرر، إما فقد عضو وإما مرض وإما موت.
ومنها التشاؤم بشهر صفر فإذا استهل هلاله فلا يحلقون شعراً، ولا يختنون ولداً، ولا يعقدون نكاحاً، حتى ينسلخ، زعماً منهم أنه مشؤوم، وهو الاعتقاد الفاسد الذي حذر منه من لا ينطق عن الهوى بقوله: "لا صفر". ومنها ما يزعمه بعض الجهلة أن من عزى في ميت لا يدخل داراً فيها مولود جديد (في النفاس) وإلا فإن الولد يصاب بالدمامل المعروفة بالنار الفارسية.
ومن المعتقدات الفاسدة أيضاً قولهم: إذا مات لرجل ولد وصلى عليه فإن أولاده كلهم يموتون في حياته، ولا يخلف بعده ولداً، وهذا كذب وافتراء، لأن الله عر وجل جعل لكل حي أجلاً.