حقيقتها عند الله تعالى، وهي تعرف بآثارها في سلوك الإنسان وتصرفاته. ومن صفات الروح أنها جوهر مخلوق، لا يتجزأ ولا يموت، وأن لها وجودًا بعد موتها وأنها تنعّم وتعذّب، وهي بمثابة المحرك والخادم لجميع البدن. وهناك وسائل تربوية متعددة لتربية الروح نذكرها فيما يأتي:

- الوسيلة الأُولى: غرس العقيدة الربانية الصحيحة من خلال الآيات الكونية الدالة على وجود الله تعالى وقدرته الجليلة، والآيات العظيمة في الأنفس البشرية، ومن خلال التفكر في ظاهرة الموت وما بعده.

- والوسيلة التربوية الثانية هي تكوين روح الطاعة والإخلاص لله وحده من خلال جميع الأعمال الصالحة التي يؤديها الإنسان ويبتغي بها وجه الله تعالى.

- والوسيلة التربوية الثالثة هي ممارسة العبادات المفروضة رغبًا ورهبًا كالصلاة والزكاة والصوم والحج، وتحصيل ما تثمره كل عبادة منها من آثار نفسية وخلقية وروحية جليلة.

- الوسيلة التربوية الرابعة هي تطهير النفس من الرذائل وتزكيتها من الآثام والذنوب والمعاصي.

أما التربية الخلقية، فقد بيَّن ابن الجوزي بشأنها أن مقياس الأخلاق الفاضلة هو اتباع ما أمر الله به، والتأدب بآدابه، لأن القرآن الكريم أهم مصدر من المصادر التي نتلقى عنها الخلق الفاضل. والخلق فطري ومكتسب من صحبة الناس، لذلك لابد من بذل الجهد في تدريب النفس على الخلق الكريم، والخصال الفاضلة، والبعد عن الخلق الذميم كالكذب وغيره.

أما التربية الإرادية فلم يحدد ابن الجوزي تعريفًا للإرادة، ولكنه بيَّن أهمية النية الخيّرة ودورها في حثّ الإنسان على الالتزام بالأعمال الصالحة. لذلك لابد من تدريب الفرد على استحضار النية الطيبة في جميع أعماله، مع اجتناب تكليف الطفل فوق طاقته، حتى لا يؤثر ذلك في نموه الطبيعي العام، وأن لا يكلَّف في بداية نشأته بالعبادات التي لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015