لم يصرح بهذا الدليل الشرعي من الأدلة المعتمدة، ولكنه ضبط آراءه التربوية وفقه. وقد سبق أن وضحت الباحثة في ذلك في باب التقويم.

6 - معرفة مقاصد الأحكام:

وُضعت الشرائع السماوية لمصالح العباد في الدنيا والآخرة. وقد بنى الشاطبي الاجتهاد على أصلين هما:

أحدهما: فهم مقاصد الشريعة، وقد قسمت إلى ثلاثة أقسام وفق تحقيقها للمصالح، والمصالح هي:

1 - الضروريات: "ومعناها أنها لابدّ منها في قيام مصالح الدين والدنيا، بحيث إذا فُقدت لم تجر مصالح الدنيا على استقامة، بل على فساد وتهاريج وفوت حياة، وفي الأُخرى فوت النجاة والنعيم، والرجوع بالخسران المبين. . . ومجموع الضروريات خمسة وهي: حفظ الدين، والنفس، والنسل، والمال، والعقل" (?).

2 - الحاجيات: "ومعناها أنها مفتَقَرٌ إليها من حيث التوسعة، ورفع الضيق المؤدي في الغالب إلى الحرج والمشقة اللاحقة بفوت المطلوب. فإذا لم تُراعَ دخل على المكلفين الحرج والمشقة، ولكنه لا يبلغ مبلغ الفساد العادي المتوقع في المصالح العامة" (?).

3 - التحسينات: "ومعناها الأخذ بما يليق من محاسن العادات، وتجنب الأحوال المدلسات التي تأنفها العقول الراجحات. ويجمع ذلك قسم مكارم الأخلاق" (?).

والثاني: "التمكن من الاستنباط بمعرفة العربية ومعرفة أحكام القرآن والسُّنة والإجماع وخلاف الفقهاء وأوجه القياس، فإن هذه أداة الاستنباط" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015