3 - وثق ابن الجوزي -أيضًا- رأيه التربوي في حب الرياسة في الدنيا دون التفكر في عواقبها بقوله: "وعن أبي هريرة مرفوعًا: "ويلٌ للأمراءِ، ويلٌ للعرفاءِ، ويلٌ للأمناءِ، ليتمنينَّ أقوامٌ يومَ القيامةِ أن ذوائبَهم كانت معلقة بالثريا يتذبذبون بين السماءِ والأرضِ ولم يكونوا عملُوا على شيء".

أخرج هذا الحديث الإمام أحمد في مسنده (?)، وقال الشيخ الألباني: إسناده ضعيف" (?). وفصل القول في بيان ضعف الحديث، لأنه يدور على عباد بن أبي علي، وهو كما قال ابن حبان: مولى أبي رهم الغفاري". فقال في تخريجه: "وقال الحاكم: "صحيح الإسناد"! ووافقه الذهبي! وهذا من عجائبه، فإنه أورد عبادًا هذا في الميزان لهذا الحديث وقال: "وهذا حديث منكر، وقد علق له البخاري وحدث عنه حماد بن زيد. قال ابن القطان: لم تثبت عدالته". وأبو حازم هذا كنت ظننت قديمًا أنه سلمان أبو حازم الأشجعي الكوفي، فلما وقفت على الحديث عند ابن حبان، تبين لي أنني كنت واهمًا، وأنه غيره، وليس من رجال الشيخين، بل لم يوثقه غير ابن حبان وابن عبد البر. ولم يوثقه الحافظ بل قال في التقريب: مقبول. يعني عند المتابعة، وإلا فليّن الحديث. ومما سبق تعلم أن قول المنذري في الترغيب (1/ 279): رواه أحمد من طرق رواة بعضها ثقات". بعيد عن الصواب، وكذا قول الهيثمي في المجمع: "رواه أحمد ورجاله ثقات في طريقين من أربعة، ورواه أبو يعلى والبزار" (?) فإنهما يوهمان أن له أكثر من طريق واحد عن أبي هريرة، مع أنه ليس له عند أحمد ولا عند غيره ممن خرَّجنا عنه غير الطريق المذكورة، كما يوهمان أن ثقة رجاله مما يعتد به، مع ما علمت من جهالة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015