يَلتفت إلى بُنَيَّات الطريق" (?).

وقد استشهد ابن الجوزي في الكثير من آرائه التربوية بأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أو بسيرته العطرة. وستقوم الباحثة بعرض الآراء التربوية الموثقة بأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ثم عرض الآراء المعتمدة على الاستشهاد بأفعاله، ثم الآراء المستقاة من ألفاظ ومعاني أحاديثه - صلى الله عليه وسلم - وهذا التقسيم للدراسة فقط، لأن مصطلح الأحاديث يشمل الأقوال والأفعال.

وقبل مناقشة وتخريج أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - التي استشهد بها ابن الجوزي عند عرض آرائه التربوية في البابين الثالث والرابع، أحدد منهجي الذي سأسير عليه في دراسة هذه الأحاديث وتخريجها ثم الحكم عليها، ويتلخص ذلك فيما يأتي:

أ - تخريج الاْحاديث يتمّ على النحو الآتي:

1 - إذا كان الحديث في الصحيحين (البخاري ومسلم) أو أحدهما، فسأكتفي بذكره منهما أو أحدهما حسب النص الذي أورده ابن الجوزي. وإذا كان الحديث مذكورًا في أكثر من موضع سأكتفي بذكر موضع واحد فقط، وهو الموضع الذي يتطابق فيه اللفظ عند الإمام البخاري مع اللفظ الذي أورده ابن الجوزي.

2 - وإذا لم يكن الحديث موجودًا في الصحيحين، فأخرجه من أحد كتب السنن الأربعة وهي سنن أبي داود والترمذي والنَّسائي وابن ماجه، وذلك حسب تخريج ابن الجوزي، بأن يذكر راويه بقوله: "روى أبو داود" فأخرجه من سنن أبي داود وأكتفي به، دون البحث عنه في كتب السنن الأُخرى وهكذا.

3 - إذا أخرجت الحديث من الشيخين أو غيرهما فإنما مرادي أصل الحديث لاتمام المطابقة بين ألفاظ رواية ابن الجوزي والرواية المخرّجة.

4 - إذا لم يكن الحديث في الكتب الستة، فإنني أعمد إلى تخريجه من مسند الإمام أحمد بن حنبل، وأكتفي بذكر موضع واحدٍ للحديث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015