وقد أكد ابن الجوزي هذا المعنى فقال: "وليعلم البالغ أنه من يوم بلوغه قد وجبت عليه معرفة الله تعالى بالدليل والتقليد، ويكفيه من الدليل رؤية نفسه، وترتيب أعضائه، فيعلم أنه لابد لهذا الترتيب من مرتب، ولابد لهذا البناء من بانٍ، وليعلم أنه قد نزل ملكان يصحبانه طول عمره، يكتبان عمله، ويعرضانه على الله" (?).

وتعتبر هذه المرحلة من "أهم مراحل التربية الإيجابية، وهي أخطر مرحله لانحراف الشباب وانزلاقهم عن سواء السبيل لنمو الدافع الجنسي، كما أنها أهم مرحلة لبث الوعي الأخلاقي" (?). قال فيها ابن الجوزي: "وهذا هو الموسم الأعظم الذي يقع فيه جهاد النفس والهوى وغلبة الشيطان، وبصيانة هذا الموسم يحصل القرب من الله، وبالتفريط فيه يقع الخسران العظيم، وبالصبر فيه على الزلل، يُثنَى على الصابر كما أثنى الله -عز وجل- على يوسف" (?).

وبعد أن بين ابن الجوزي طبيعة هذه المرحلة وأهمية صيانة النفس البشرية، يوضح الخطوات المتبعة للإعلاء من هذه الحاجة الفطرية:

1 - غرس مراقبة الله تعالى في البالغ نفسه، حتى يكون له حماية داخلية ووجدانية من نفسه، تعصمه من الوقوع في الخطأ بقوله: "وليعلم أنه قد نزل ملكان يصحبانه طول عمره ويكتبان عمله ويعرضانه على الله" (?).

2 - تسهيل طريق الزواج للبالغ، فقال ابن الجوزي: "فإذا بلغ الصبي فينبغي لأبيه أن يزوجه، فقد جاء في الحديث: من بلغَ له ولد أمكنَه أن يزوجَه فلم يفعل، فأحدثَ الولدُ إثمًا، كان الإثمُ بينهما" (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015