• الفصل الأول رأي ابن الجوزي في الطبيعة البشرية وأساليب تهذيبها وتوجيهها وعلاجها
ستقوم الباحثة في البابين الثالث والرابع بعرض آراء ابن الجوزي التربوية كما هي موثقة بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي استشهد بها، دون تخريجها أو بيان درجة صحة الحديث، لأن الباحثة ستؤجل ذلك إلى الباب الخامس حتى تتمكن من تحليل الآراء التربوية تحليلًا علميًّا مناسبًا يخدم الهدف من البحث.
اختلفت نظرة الفلاسفة والمفكرين بشأن ماهية الطبيعة البشرية اختلافًا كبيرًا، فمنهم من رأى أن "الطبيعة الإنسانية واحدة في جميع الأزمنة والعصور، وأن الإنسان هو الإنسان حيثما وجد، وهناك أيضًا من نادى بأن الطبيعة الإنسانية تختلف باختلاف الأفراد أنفسهم وباختلاف استعداداتهم وقدراتهم" (?). وهناك فريق آخر أكد أن طبيعة الإِنسان ثنائية في أصلها، أي تتكون من العناصر الروحية، والعناصر المادية (?) ومنهم من أنكر وجود الروح واهتم بالجسم البشري ورأى أنه مادة تعمل كالآلة. وهناك من اعتبر الطبيعة الإنسانية شريرة في أصلها، وآخرون اعتبروها "خيرة يحيلها المجتمع إلى شر إذا مسّتها يد البشر" (?).