عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم علمه التشهد في الصلاة فقالا: «كنا تحفظه عن عبد الله بن مسعود كما نحفظ حروف القران الواو والألف» (?) ، وقد شدد ابن مسعود رضي الله عنه في ذلك «حتى أخذ على أصحابه الواو والألف فيه كي يوافقوا لفظ رسول الله صلّى الله عليه وسلم» (?) .
ويدل قوله «الواو والألف» : على تحري الحروف وعدم إبدالها بغيرها، ويحتمل أن يكون المعنى إتقان نطق الحرف، والتشديد على ما يخل به الإنسان عادة كالحركات (التي تسمى في علم الأصوات: الألفونات والمصوتات) التي قد تتعرض إلى البتر إذا كانت طويلة، أو إلى المط إذا كانت قصيرة ... فيحمل على العموم، وذكر الألف والواو يدل على مقدار الإتقان في الحفظ والأداء معا كما قال مجاهد:
«صليت خلف مسلمة بن مخلد فافتتح البقرة فما أخطأ فيها واو ولا ألفا» (?) .
ولذا كانوا يشبهون دقة تعليم أي شيء اخر بتعلم ألفاظ القران كالتشهد والاستفتاح والاستخارة، والأذان الذي يؤدى مرتلا مغنى به.
فعن أبي محذورة رضي الله عنه قال: ألقى علي رسول الله صلّى الله عليه وسلم التأذين «حرفا حرفا» هو بنفسه فقال قل الله أكبر ... قال: ثم أرجع فمد من صوتك ... الحديث (?) . فالمراد بمد الصوت هنا رفع الصوت وإطالة المد بنداوة.