وكيف لا يعاقبك بمنع النصرة وقد نسيته، واقتدرت في أمره، وقد أمرك بأن تقول لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فمن اقتدر في أمره والأمر كله لله، والخلق لله، والقدرة لله، عوقب بأن يخذل، وعرف بالخذلان أن أقتداره كان خطأ، وأنه لا يقدر إلا به، وقال تعالى: (إن ينصركم الله فلا غالب لكم؛ وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده؟).
قال له قائل: فما النصرة؟ هل يمكن أن توصف؟
فقال: إن نور المعرفة في القلب، حتى يخرج إلى عين القلب، والهوى قائم على القلب حجاباً، فإذا جاهد العبد هذا الهوى حق المجاهدة، وحق جهاده هو غاية طاقة العبد، فنصرته أن يهديه سبيله، وهو أن يجعل له طريقاً