القلب، واشتقاق الحب منه، لأنه وصل حبة قلبه، ومنه قوله عز وجل: (حبب إليكم الإيمان)، أي أوصله إلى حبة القلوب، ثم قال تعالى: (وزينه في قلوبكم) ولم يقل في فؤاد كم، ومما يحقق ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتتكم أهل اليمن، هم ألين قلوباً، وارق أفئدة، فوصف القلب باللين،
والفؤاد بالرقة، فالنور إذا خرج من باب القلب أشرق في الصدر، فأبصر عين الفؤاد ذلك النور، فإذا فكر في الجنة أو النار، أو في شيء من أمور الآخرة، وقع لتلك الفكرة ظل على الصدر، فتمثل ذلك الشيء بين عيني القلب، فصار كأنه ينظر إليه، وإذا ذكر الرب تبارك وتعالى لم يقع لذكره ظل على الصدر، ولكنه يشرق النور، ويتلألأ النور في الصدر، حتى يكاد يغشى بصر القلب، لأن النور إنما أشرق في الصدر، لأنه نوره، فإذا ذكر الأشياء، فالأشياء مخلوقة، فوقع للأشياء ظل، وإذا ذكره تلألأ النور، ولم يقع في الصدر ظل، وهو بمنزلة قنديل