بالي عن نفس، وألقيت بيدي إليك مسلماً، فاقبلني، فإنك قد بينت في تنزيلك: (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى)، قد ألقيت الخلق وراء ظهري، فنظري إليك، وقطعت الأسباب، فتعلقي بك، والله تبارك وتعالى قائم عليه، يرعاه ويكلؤه، ويؤيده وينصره، ويقر عينه، والعبد مشغول بربه، ينظر إلى ملكه، وينصر حقوقه، ويحفظ حدوده، ويعظم أموره، ويذب عن دينه ما لا يحمل، ويدعو عباده، فهو وليه، ورب العزة وليه وهذا شأنه حتى يلقاه.
وبيان صفة هذا العبد موجود في الآثار. حدثنا إسماعيل بن نصر، قال: حدثنا أبو منذر القطعي، قال: حدثنا عبد الواحد بن حمزة، عن مولى عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها، عن رسول الله صلى الله عليه