ولذلك روى لنا عن مالك بن دينار رحمه الله، قال: قرأت في بعض الكتب: يا معشر الصديقين، تنعموا بذكري، فإن ذكري لكم في الدنيا نعيم، وفي الآخرة جزاء. وقال في حديث آخر: (آثرتموني على شهواتكم، ورضيتم بي بدلاً من خلقي، فبي فافرحوا، وبذكرى فتنعموا، فوعزتي ما خلقت
الجنان إلا من أجلكم. وحدثنا عبد الرحيم عن حبيب الفارياني، في حديث له ذكره عن حبيب العجمي رحمه الله، أنه كان يقول (ما) تفسيره: يا رب فرحت حتى كدت أموت من الفرح، مثلك لي رب وأنا عبدك: (خدايا عجب است ممكن إزشادي بميرم كه مراجو توخدائي)، وأما بكاؤهم فكانت الأنبياء عليهم السلام أرحم البرية، فكلما ازداد العبد من الله تعالى قربه، كانت له من الرحمة أكثر. وكذلك روى عن ابن المبارك، عن عبيد بن عمير، قال ما ازداد العبد من الله تعالى قربه، إلا كان له من الرحمة ما ليس لغيره. حدثنا بذلك الجارود بن معاذ