ادب النفس (صفحة 107)

اضطربت، فأسكنت بالجبال الرواسي حتى سكنت. كذلك النفس، إذا اضطربت فإنما تسكن بالمعرفة، فكلما كانت معرفتك أعظم وأثقل على القلب، كانت النفس أسكن، ومنه قيل: الإيمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي، فحب المحمدة والرياسة والعلائق والعلو بشهوة العز، وإنما أحب العز واشتهاه، لاستدامة نعمة النفس، لأنه قد علم أنه إذا عز وعلا على الخلق، أدرك مناه، وجميع ما للجسد والنفس فيه لذة، ويكون قد قهر الخلق كلهم، حتى يكون كله على ما يريد، لا يخلفه أحد، فينال لذة جميع ما يهوى فيدعوك الهوى، ويميل بك إلى طلب اللذة، وقضاء الشهوة، فإذا خاف أن لا ينال ما أراد، قهر الخلق كلهم، وقد علم أسباب القهر، أنه إنما يكون بأخذ قلوبهم، أو بخوف في قلوبهم منه، لما يرون من عزه، ونفاذ قوله وأمره، فلما فهمت النفس أن نوال اللذات والشهوات التي هي النفس، علمتها في أخذ قلوب الناس، إما بمحبة مكتسبة، أو بتزين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015