مرتين أو ثلاثا1.
والأحاديث في ذلك كثيرة منها قوله: "ألا وقول الزور، فما زال يكررها" 2.
وقال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هل بلغت" ثلاثا3.
وعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا صام من صام الأبد، لا صام من صام الأبد، لا صام من صام الأبد" 4.
ومن الأساليب الملائمة في التكرار، أن يكون بعبارات مختلفة، وأساليب متنوعة، وأن يكون النظر فيه إلى المعنى من جوانب متعددة.
أما إذا لم يكن هناك حاجة للتكرار فلا يحسن بالواعظ أن يأخذ به؛ لأنه ـ والحالة هذه ـ يعد من عيوب الكلام، ومما يورث الملالة، ويولد السآمة.
وذلك كحال من يعيد الكلام أو القصة، أو بعض الجمل في الموعظة دون مسوغ لذلك، أو أن يعيد الموعظة بعينها بعد فترة وجيزة في المكان الذي ألقاها فيه؛ فالنفوس تكره المعاد، وتمل المكرر، إذا لم يكن هناك داع له.
"قال محمد بن صبيح المعروف بالسماك لجاريته: كيف ترين ما أعظ الناس؟ قالت: هو حسن، إلا أنك تكرره.
قال: إنما أكرره؛ ليفهمه من لم يكن فهمه.
قالت: إلى أن يفهمه البطيء يثقل على سماع الذكي"5.