يظن أصحابك أن دأبك التطاول عليهم".1
وقال شيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله-: "واحذر غاية الحذر من احتقار من تجالسه من جميع الطبقات, وازدرائه, أو الاستهزاء به قولا, أو فعلا, أو إشارة, أو تصريحا, أو تعريضا؛ فإن فيه ثلاثة محاذير:
أحدهما: التحريم والإثم على فاعله.
الثاني: دلالته على حمق صاحبه, وسفاهة عقله, وجهله.
الثالث: أنه باب من أبوب الشر, وضرر على نفسه".2
4- الصبر والحلم: فالواعظ محتاج لذلك أشد الحاجة؛ إذ هو معرض لما يثيره, ويحرك دواعي الغضب فيه.
ومن مواعظ لقمان- عليه السلام- لابنه وهو يعظه" {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} [لقمان: آية17] .
فلا يحسن بالواعظ أن يكون ضيق الصدر, قليل الصبر؛ ذلك أن الجماعات التي استشرى فيها الفساد كالمريض, والواعظ لها كالطبيب.
وكما أن المريض قد يدفعه جهله, أو سوء تصرفه إلى أن ينال الطبيب ببعض السوء – فكذلك الجماعات التي أنهكها الشر, واستحوذ عليها الشيطان؛ فقد يدفعها ذلك أن تنال طبيب الأرواح ببعض الأذى.
فإذا ضاق صدره, وقل احتماله تنغصت حياته, ولم يصدر عنه خير كثير, أو عمل كبير؛ فخير للواعظ – إذا – أن يتلقى الأذى بصدر رحب, وأفق واسع, ونفس مطمئنة.